ونقول : إن هذا الحديث الأخير ظاهر الدلالة على أن الناس قد استهجنوا إصرار الخليفة على الزواج من طفلة صغيرة ، حتى احتاج إلى الاعتذار عن ذلك ، ودفع الإشكال عن نفسه . وقد دلت الروايات المتقدمة أيضاً على أن عمر كان مصراً على رفض كلام أمير المؤمنين إلى درجة أنه لم يرض بقوله : إنها صغيرة ، حتى طلب أن يريه إياها . وأصرّ على أنه إنما يتعلل بذلك لكي يمنعها منه . تشكيكات أخرى لا تصح : وقد حاول البعض أن يشكك في بعض الروايات المصرحة بأنها كانت صغيرة لم تبلغ ، فقال : إنها لم تكن صغيرة بدليل : 1 - قول ابن حجر : إنها شهدت على وثيقة فدك ، إضافة إلى الحسنين « عليهما السلام » [1] . 2 - إنها روت عن أمها فاطمة حديث السقيفة [2] . ونقول : يمكن الإجابة عن ذلك : أولاً : قد قلنا : إن البلوغ الشرعي عند هؤلاء ، إنما هو بالحيض لا
[1] الصواعق المحرقة ( مكتبة القاهرة ) ص 37 . [2] عن كتاب : المسلسل بالأسماء .