من ذلك . . فكيف بأمر أزهقت من أجله الأرواح ، واستشهدت فيه أعظم امرأة خلقها الله تعالى ، وهي أم تلك الزوجة ، وقاتلها هو نفس هذا الزوج ! ! ! . على أن الوقائع التي تجلى فيها هذا الزواج قد أظهرت : أن بطل هذه القضية يهدف إلى الإذلال والقهر ، أكثر مما يهدف إلى الإعزاز والتكريم ، وتوحيد عرى الصداقة ، وإظهار المحبة . ثالثاً : إن قضية الإمامة واغتصاب مقام الرسول ليست من الأمور التي يتم التصالح فيها بمثل هذه التصرفات ؛ لأنها قضية عقائدية وإيمانية بالدرجة الأولى . فما لم يتم التصرف بالقناعات ، فإن الأمور لا بد أن تبقى على حالها ، ولا تَنحَلّ أية مشكلة من هذا القبيل كما هو معلوم . 2 - وقد يحاول البعض أن يجد تفسير ما جرى في بعض النصوص التي تحدثت عن رغبة عمر في أن تكون له صلة نسبية برسول الله « صلى الله عليه وآله » ، وذلك من خلال الرغبة الإيمانية لديه بالاتصال بالرسول ، وتنفيذ ما سمعه منه « صلى الله عليه وآله » ، انطلاقاً من الحرص على نيل هذا المقام التقوائي ، ورغبة بالثواب الأخروي . ونقول : أولاً : إن ذلك أيضاً لا يتلاءم مع التهديد بارتكاب جرائم بحق المقدسات ، والافتراء على علي لقطع يده أو قتله . ولا يبرر الإلحاح على علي « عليه السلام » إلى درجة الإحراج ، ثم تكذيبه واتهامه ، فإن التقوى والورع لا يلتقيان مع مثل هذه الأساليب في شيء . . ثانياً : إن تقوى إنسان لا تجعل له حقاً في عرض ولا في كرامة غيره ،