نعم لماذا يصر على ذلك ويلح ، ويكثر تردده ، وهو يرى ممانعة علي « عليه السلام » له ، ويواجه رفضه المتكرر ؟ ! ! . . ثم لماذا هذا التهديد والوعيد العظيم ، الذي يصل إلى حد تعوير زمزم ، وهدم السقاية ، وقطع يد علي ، وقتله صلوات الله وسلامه عليه ؟ ! . . لا بد أن في الأمر سراً عظيماً ، وهائلاً ، ومؤامرة خطيرة ، تهون أمامها هذه الجرائم التي يهدد بارتكابها رجل قد أفهم الناس عملاً : أنه ينفذ تهديداته تلك . . إننا لن نحاول في إجاباتنا على هذا السؤال البسط في القول ، ولا التوسع في البيان ، بل نكتفي بالقول : 1 - إنه قد يروق للبعض أن يعتبر المبادرة إلى هذا الزواج إشارة إلى رغبة عمر الجامحة في إصلاح الحال بين بني هاشم من جهة وبين خصومهم من جهة أخرى ، حيث يسهم هذا الزواج في تهدئة النفوس ، وعودة المياه إلى مجاريها ، من خلال ما يترتب عليه من تلاق يفسح المجال لبث الشكوى ، وغسل القلوب ، وتصفية النوايا . . ونقول : إن هذه الإجابة غير دقيقة ، بل هي غير صحيحة ، وذلك لما يلي : أولاً : إن ذلك لا يمكن أن يبرر التهديد بتعوير زمزم ، وهدم السقاية ، وقتل علي ، سيد المسلمين ، ووصي رسول رب العالمين . . وهل يمكن غسل جريمة بجريمة أعظم منها ؟ ! ثانياً : إن هذه الزيجات - لم تستطع عبر التاريخ أن تحقق ما هو أبسط