ونقول : إنه اعتذار أشبه بالإدانة ، فإنه إذا لم يبلغ هذا الحكم هؤلاء ، ولم يبلغ عمر ، فكيف جاز لهم أن يتصدوا أو أن يتصدى عمر على الأقل لمقام خلافة الرسول « صلى الله عليه وآله » ، وأخذ موقعه والاضطلاع بمهماته ؟ ! ! فإن من يحتاج إلى هداية الغير لا يمكن أن يكون هو الهادي للغير . الرواية الأغرب والأعجب : ومن غرائب أساليب الكيد السياسي تلك الرواية التي تروي لنا قصة زواج أم كلثوم بعمر بن الخطاب بطريقة مثيرة ، حيث جاء فيها : « أن عمر خطب أم كلثوم ، فقال له علي « عليه السلام » : إنها تصغر عن ذلك . فقال عمر : سمعت رسول الله « صلى الله عليه وآله » يقول : كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة إلا سببي ونسبي فأحب أن يكون لي من رسول الله « صلى الله عليه وآله » سبب ونسب . فقال علي « عليه السلام » للحسن والحسين : « زوجا عمكما » . فقالا : هي امرأة من النساء ، تختار لنفسها . فقال ( مقام ظ ) علي « عليه السلام » مغضباً ، فأمسك الحسن بثوبه ، وقال : لا صبر لي على هجرانك يا أبتاه . قال : فزوجاه » [1] .
[1] حياة الصحابة ج 2 ص 527 وكنز العمال ( ط مؤسسة الرسالة ) ج 16 ص 532 والسنن الكبرى ج 7 ص 64 ومجمع الزوائد ج 4 ص 272 عن الطبري في الأوسط ، وعن البزار ، قال : وفي المناقب أحاديث نحو هذا .