فقال لها : علي أن أكفيك . وخرج من عندها ، فدخل على عمر , فقال : بالرفاه والبنين . فقد بلغني ما أتيته من صلة أبي بكر في أهله ، وخطبتك أم كلثوم . فقال : قد كان ذاك . قال : إلا أنك يا أمير المؤمنين رجل شديد الخلق على أهلك ، وهذه صبية حديثة السن ، فلا تزال تنكر عليها الشيء فتضربها ، فتصيح ، فيغمك ذلك وتتألم له عائشة ، ويذكرون أبا بكر ، فيبكون عليه ، فتجدد لهم المصيبة - مع قرب عهدها - في كل يوم . فقال له : متى كنت عند عائشة ، وأصدقني ؟ ! . فقال : آنفاً . فقال عمر : أشهد أنهم كرهوني ، فتضمّنت لهم أن تصرفني عما طلبت ، وقد أعفيتهم . فعاد إلى عائشة ، فأخبرها بالخبر ، وأمسك عمر من معاودة خطبتها [1] . إشارات ودلالات : 1 - إن هذه الرواية أشارت إلى ما ذكرته رواية تقدمت من أن لعمرو بن العاص نشاطا في أمر زواج أم كلثوم بنت أمير المؤمنين « عليه السلام » ، وأنه قد أشار على عمر بالزواج منها . 2 - تحدثت رواية كنا قد تحدثنا عنها في فصل سابق عن أن أم كلثوم قالت لأبيها علي « عليه السلام » : إنها تحب أن تصيب ما يصيب النساء من