قال : أفرغبت بي عنها ؟ قال : لا واحدة ، ولكنها حدثة ، نشأت تحت كنف أمير المؤمنين في لين ورقة ، وفيك غلظة ، ونحن نهابك ، وما نقدر أن نردك عن خلق من أخلاقك . فكيف بها إن خالفتك في شيء ؟ فسطوت بها ، كنت قد خلفت أبا بكر في ولده بغير ما يحق عليك . قال : فكيف بعائشة وقد كلمتها ؟ قال : أنا لك بها ، وأدلك على خير منها . أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب ، تعلق منها بنسب من رسول الله « صلى الله عليه وآله » [1] . وقال عمر رضا كحالة : « إن رجلاً من قريش قال لعمر بن الخطاب : ألا تتزوج أم كلثوم بنت أبي بكر ، فتحفظه بعد وفاته ، وتخلفه في أهله ؟ . فقال عمر : بلى إني لأحب ذلك ، فاذهب إلى عائشة فاذكر لها ذلك ، وعد إلي بجوابها . فمضى الرسول إلى عائشة فأخبرها بما قال عمر ، فأجابته إلى ذلك ، وقالت له : حباً وكرامة . ودخل عليها بعقب ذلك المغيرة بن شعبة , فرآها مهمومة ، فقال لها : ما لك يا أم المؤمنين ؟ ! فأخبرته برسالة عمر ، وقالت : إن هذه جارية حدثة ، وأردت لها ألين عيشاً من عمر .
[1] تاريخ الأمم والملوك ( ط الإستقامة ) ج 3 ص 270 عن المدائني ، والكامل في التاريخ ج 3 ص 54 و 55 والبداية والنهاية ( ط دار إحياء التراث سنة 1413 ه ) ج 7 ص 157 .