فآثر المشركون أن يبتعدوا عن الحرب ، وانتهاج أساليب أخرى لتضعيف أمر محمد صلى الله عليه وآله ، والوقوف في وجه دعوته ؛ فصاروا : ألف : ينهون الناس عن الالتقاء به صلى الله عليه وآله ، وعن أن يسمعوا ما جاء به من قرآن ، قال تعالى : * ( وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ ) * [1] . وقال تعالى : * ( وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ ) * [2] . ب : يتبعون أسلوب السخرية والاستهزاء ، وإلصاق التهم الباطلة به ، بهدف : 1 - التأثير على شخص النبي الأعظم صلى الله عليه وآله علّه ينهزم نفسياً ، وجعله يعيش عقدة الحقارة والضعة ، فلربما يتخلى عن هذا الأمر ، ويكذب نفسه . 2 - الحط من كرامة النبي صلى الله عليه وآله ، وابتذال شخصيته ، بهدف تنفير أصحاب النفوس الضعيفة من متابعته ، وصرفهم عن الدخول فيما جاء به . فصاروا يغرون سفهاءهم بإيذائه وتكذيبه ، وأحياناً كان يتولى ذلك منه سادتهم وكبراؤهم .
[1] الآية 26 من سورة الأنعام . [2] الآية 26 من سورة فصلت .