نام کتاب : طور الاستخلاف ( الطور المهدوي ) نویسنده : عالم سبيط النيلي جلد : 1 صفحه : 9
والنص الإلهي هو أخطر النصوص قاطبة لأنه مرتبط بعقائد ملايين الناس . فإذا تخلت الجماعات عن النظرية الاعتباطية فكأنها تخلت عن مراكزها ، إذ سيكون النص حاكما مطلقا عليها محدد الدلالة ويتوجب عليها آنذاك الإذعان له وطاعته وهو الأمر الذي لا تريد القيام به . أن التبادل في المراكز عند التخلي عن اعتباطية اللغة هو موضع الابتداء الإلهي ، بل هو عين الابتداء الأول الذي ابتلي به الملائكة ومن بعدهم آدم ( ع ) . سيتحول المفسر للنص على هذا الفرض إلى ترجمان له ويصعب عليه تحقيق ذلك فلا رأي له فيه ولا يمكنه - لو فعل ذلك - من إدخال أفكاره وتطلعاته الذاتية إلى النص . ومن هن ندرك سبب قول النبي ( ص ) : ( من ضرب القرآن بعضه ببعض فقد كفر ) . ذلك لان النص الإلهي واحد لا يختلف ولا يتناقض وهو واضح ( مبين ) وآيات ( بينات ) فهو منزل لإزالة الاختلاف وتوضيح الأشياء فلا يحتاج إلى من يوضحه - بل يحتاج إلى من يتابعه ويتدبره بينما الاختلاف أعم وأكبر فإذا فسر المرء آية فناقض آية أخرى فلا شك في أن تفسيره منبثق عن الذات إذ الجملة لا تسمح ألا بظهور حقيقة والحقائق لا تتناقض . ومعنى ذلك انه يريد مشاركة الله في ألوهيته من خلال أخال آرائه في كلامه تعالى . عن أبي معمر السعداني قال : أن رجلا قال له أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( ع ) : إياك أن تفسر القرآن برأيك . ثم قال : كما ليس شيء من خلقه يشبهه فكذلك لا يشبه كلامه كلام البشر . لقد أعطى الاعتباط لعبارات ( التفسير بالرأي ) تأويلا اعتباطيا على طرائقه ، وبذلك تملص من الالتزام بالنصوص النبوية التي كثرت وتواترت بشأن التفسير بالرأي وكفر فاعله وتشديده على هذه المسألة بحيث أصبحت موضوعا مستقلا عالجه الاعتباط بنفس طرائقه السالفة .
9
نام کتاب : طور الاستخلاف ( الطور المهدوي ) نویسنده : عالم سبيط النيلي جلد : 1 صفحه : 9