نام کتاب : طور الاستخلاف ( الطور المهدوي ) نویسنده : عالم سبيط النيلي جلد : 1 صفحه : 10
فزعم مثلا أن التفسير بالرأي هو ما كان خلاف اللغة . وهكذا أعاد الاعتباط الكرة إلى ملعبه فاللغة إذا كانت اعتباطية فلك وما تريد من آراء تدخلها في النص ! ! . وهكذا استبعدت المؤسسات الثقافية والدينية أي حل آخر للغة غير الحل الاعتباطي . وقد حاولت المؤسسة الثقافية التوصل إلى مفاهيم محددة للنصوص البشرية ولكن الكشف عن حل قصدي للغة يحتم فيما بعد اطلاع الجماهير على حقيقة النص الإلهي ويظهر أعجازه مما ينتج عنه سقوط المؤسستين مرة واحدة . فكان دوران مدارس النقد حول القصدية من خلال المبدأ الاعتباطي يمثل محنة تابعيها في الجمع بين المتناقضات المستحلية الجمع . ويحاول الحل القصدي الآن إعادة موضوع للغة إلى جذوره الأساسية لينقض المبدأ المشترك لنظريات اللغة وهو اعتباطية الإشارة اللغوية . فهذا الحل القصدي لا يكتفي بتقويض الاعتباط من خلال تناقضاته الداخلية الشنيعة وأساليبه الملتوية ولا يكتفي بهدم أساسه المشترك وأنما هو فرق هذا يقدم البديل القصدي الفعلي لمشكلة اللغة . فالحل القصدي يرفض رفضا قاطعا أن تكون دلالة اللفظ خارجية جاءت من الاتفاق الجزافي وأنما هي ذاتية في اللفظ ومنبثقة عن عناصره الأولى وترتيبها التعاقبي . وخلافا للاعتباط يرى هذا الحل أن اللفظ ينطوي على الفكرة قبل الاستعمال ، بل هو عين الفكرة . وإذا كان ذلك يستلزم الإتيان ببرهان علمي وعملي فقد قدم الحل القصدي أعظم البراهين في تاريخ اللغة حينما كشف عن القيمة الحركية الفيزيائية للأصوات وحدد نظامها التعاقبي بما يفسر النظام الاشتقاقي برمته لكافة لغات العالم وطلب من المختصين أجراء التجارب والتطبيقات على جميع الألفاظ قديمها وحديثها .
10
نام کتاب : طور الاستخلاف ( الطور المهدوي ) نویسنده : عالم سبيط النيلي جلد : 1 صفحه : 10