نام کتاب : طور الاستخلاف ( الطور المهدوي ) نویسنده : عالم سبيط النيلي جلد : 1 صفحه : 8
النصوص إلى الرجال ، وأنما وقعت الفتن والأكاذيب منهم وسفكت الدماء بينهم . وأنما يمكن إرجاعه إلى مقياس لا يخطئ ولا يتغير وهو هذا القرآن . فخالف الاعتباط النص النبوي وأسس ما يسمى بعلم الرجال ووضع له مئات المجلدات ألوف الأسماء وراح يتجادل حول صدق أو كذب رجاله ومدى وثاقتهم . وبصفة عامة لا يمكن الاعتقاد أن ذلك قد وقع كله سهوا وخطأ لمدة أربعة عشر قرنا . ولا تختلف المؤسسة الدينية في هذا العمل أي اختلاف جوهري بين مذاهبها ومدارسها فهي في الحقيقة مؤسسة واحدة تعيش على الاختلاف والتناحر لأنه هدفها من العملية كلها . وعلى مستوى الأفراد يمكن القول أن هناك كثرة سائرون في طرائق الاعتباط من غير وعي منهم بعد رسوخ قدمه وتشكيل أصوله التي تقادمت واستمرت قرونا طويلة . ويفسر الحل القصدي إصرار الجماعات على تبني فكرة اعتباطية اللغة تفسيرا موحدا نفسيا وعقائديا يصدق على المؤسسة الثقافية بقسميها الشرقي والغربي خلاصته : أن الجماعات لا يمكن أن تتحرك بعكس غاياتها . فالغاية الأولى من اعتباطية اللغة هي الاستحواذ على النص وهو جزء من طبيعة الجماعات في الاستحواذ على ملك الغير . فأنت ترى ومن خلال المحاكم كم هو عدد المتجاوزين على حقوق الغير . ومعلوم أن النص لا حارس له أمام النقد ، وبمقدور الجماعات تفويض النص لصالحها . وطريقها الوحيد إلى ذلك هو نظرية اعتباطية الإشارة اللغوية . فهي النظرية التي تسمح بإعادة تركيب الجملة واستبعاد القائل من خلال إهمال تركيب كلامه الأصلي والتصرف به .
8
نام کتاب : طور الاستخلاف ( الطور المهدوي ) نویسنده : عالم سبيط النيلي جلد : 1 صفحه : 8