نام کتاب : طور الاستخلاف ( الطور المهدوي ) نویسنده : عالم سبيط النيلي جلد : 1 صفحه : 7
فيه . ومعلوم أن الاعتباط لا يقرأ كل ألفاظ الجملة ولا يعتني بالنص كما ستراه في مئات الشواهد التي مررنا وسنمر عليها في كافة مؤلفاتنا . ومع هذه المغالطات استخدمت نصوص السنة لدعم مواقف الاعتباطيين . وقد عوملت هي أيضا معاملة القرآن الكريم وأطالها من مصائب الاعتباط اللغوي ما هو أكثر منه . فقد جعل النبي في نصوص كثيرة - جعل القرآن مرجعا للنص النبوي بعد ان كثرت عليه الكذابة حسب تعبيره الشريف فقال : ( ما جاءكم عني يوافق كتاب الله فأنا قلته وما جاءكم عني بخلاف كتاب الله فلم أقله ) . وهو نص مشهور في الأمة . وهناك مثله بألفاظ مختلفة في بعضها ( برا كان قائله أن فاجرا ) . وجاء كلامه ( ص ) هذا في خطاب عام بمنى أو مكة على اختلاف . وهذا النص عامله الاعتباط بطرائقه وهجره . ذلك انه يفيد بوضوح تام أن القرآن هو مرجع قياسي لا يمكن أن يختلف فيه . فناقض الاعتباط هذه الحقيقة وزعم أن الاختلاف في القرآن هو أمر طبيعي لغزارة النص وجهل الناس ولان الاختلاف رحمة على ما ذكره ( ص ) في حديث أخر . وهو كلام ظاهره حق وباطنه باطل لأنه إذا لم يوجد نص لا اختلاف فيه فلا يبقى من الدين شيء وأيضا بسبب كثرة أعدائه وجهل الخلق . وقد تعارض هذا التخريج بوضوح تام مع كل الآيات التي تصف النص انه ( مبين ) أو ( آيات بينات ) أو ( مفصلات ) . فلا يكون المبين بذاته مصدرا للاختلاف ألا في حالة واحدة وهي أن المتعاملين معه هم بالصفات التي ذكرها ( ريب وزيغ وشقاق وكفر وبغي ) وهي ألفاظ اقترنت في أكثر من سبع آيات لوصف المختلفين فيه . ومن جهة أخرى ناقض الاعتباط النص النبوي الذي أهمل ناقل الحديث أكد على وجوب عرض الحديث على القرآن الكريم ليحكم على صحته أو خطأه . وهذا هو المتوقع من حكمة النبي ، إذ ليس من المعقول ارجاع
7
نام کتاب : طور الاستخلاف ( الطور المهدوي ) نویسنده : عالم سبيط النيلي جلد : 1 صفحه : 7