نام کتاب : طور الاستخلاف ( الطور المهدوي ) نویسنده : عالم سبيط النيلي جلد : 1 صفحه : 71
إن هذا الكتاب ليس لهؤلاء بل لأولئك الأحرار الباحثين عن دينهم وعقيدتهم وهذا هو الذي يهون الأمر ويجعلنا نكتفي بما أوردناه من لمح عن ذلك التحريف الذي يشعر به كل مؤمنٍ حقٍّ شعوراً قوياً وإن لم يطالع فيه كتاباً . 2 - القرآن يزيل الاختلاف وليس موضوعاً للاختلاف وصف الله عز وجل القرآن مراراً بأنه ( نور ) و ( هدى ) وأنه آيات ( بينات ) و ( مبينات ) و ( مفصلات ) و ( تفصيلاً لكل شيء ) وأنه ( رحمة ) و ( شفاء ) وأنه ( مبين ) و ( منير ) و ( علي ) وأنه ( مستبين ) و ( مبيّن ) وأنه ( أحسن الحديث ) وأنه ( ذِكر ) و ( ذكرى ) و ( تذكره ) وأنه ( تفصيل للذي بين يديه من كتاب ) . وكل من هذه التعبيرات معناه المحدد . فقوله تعالى ( ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ ) ( البقرة : 2 ) - لا ينحصر بزمن دون زمان في كونه هدى للمتقين - فكل ما يطرأ على المتقين من أفكار يكون لهم هدى يبين لهم ما اختلفوا فيه . وأما وصفه بأنه نور عدة مرات - فإن النور هو الذي ترى به الأشياء وعليه فالقرآن يمكن المتقين من الرؤية الصحيحة للأشياء - فالنور لا يحتاج إلى كشف ولكنه يحتاج فقط إلى حامل يوجهه باتجاه الأشياء لكشفها . والذين يحملون القرآن نوعان : نوع حملهم الله إياه فهم قادرون على الكشف به عن حقائق الأشياء والموجودات ، ونوع حملتهم أممهم القرآن فجعلوه وراء ظهورهم وتخبطوا بالظلمات كما سنبرهن عليه قرآنياً . وقوله ( تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً ) ( النحل : من الآية 89 ) - يعني أن له رأي في كل قضية مطروحة بل العبارة تستوعب الموجودات بأسرها المادية والمعنوية .
71
نام کتاب : طور الاستخلاف ( الطور المهدوي ) نویسنده : عالم سبيط النيلي جلد : 1 صفحه : 71