نام کتاب : طور الاستخلاف ( الطور المهدوي ) نویسنده : عالم سبيط النيلي جلد : 1 صفحه : 6
يحتاج إلى حلول ؟ وقد يبدو ظاهريا ان الفئات الإلحادية استغلت هذا التناقض لتوجيه الاتهام إلى النص القرآني وإنكار ألهيته وأعجازه . من نتيجة ذلك أن العلماء عجزوا عن إثبات الشيء وان أدعو خلافه . فقد ذكرنا في كتاب ( النظام القرآني ) اشكالات عديدة أهمها أن زعمهم أن النص القرآني يجري في أساليبه وطرائقه من الحذف والتقديم والتأخير والمجاز على أساليب العرب قد أخرجه من حيز الكلام الإلهي إلى حيز الكلام البشري ، إذ لم يبق أي فرق بينه ( باعتباره كلام الله تعالى ) وبين كلام البشر . فلا الحروف ولا الألفاظ ولا الأساليب تختلف بشيء عن كلام البشر . وحينما طولب العلماء بالإجابة عن مكمن الأعجاز فإنهم عجزوا عن تقديم الجواب المنطقي المقبول . فقد تضمنت إجابة العلماء على ذلك مغالطات لم يقل بمثلها حتى العدو في ترسيخ قواعد الكفر والجبرية ووصف الذات الإلهية بصفات النقص والتحديد . وهي نتائج محتومة للمقدمات الخاطئة . لقد بلغ مظاهر العجز عن تقديم الحلول حدا بحيث أن الأنباري يضع نظرية جوهرها : أن التناقض هو شيء في طبيعة القرآن من حيث انه ( تبيان لكل شيء ) وان التناقض شيء من الأشياء وبالتالي فهو ينطوي على أكبر قدر من التناقض . وقد أخذ بهذه النظرية ولا يزال قسم كبير من علماء المذاهب كافة ومنهم أسماء شهيرة إلى حد كتابة هذه السطور . ومعلوم أن الاعتباط ينتقي من الآيات لما يريد قوله متناسيا آيات كثيرة تنكر وجود الاختلاف فيه فضلا عن التناقض مثلما يتناسي نصوص آيات أخرى تنهي عن التفرق والاختلاف فيه وتصف الفاعلين بذلك بالكفر والزيغ والارتياب . . . الخ . فالنص الكريم قال : ( تبيانا لكل شيء ) ومنه التناقض حيث يكون هو قادرا على كشف التناقض ولم يقل انه ينطوي على كل شيء ليكون التناقض
6
نام کتاب : طور الاستخلاف ( الطور المهدوي ) نویسنده : عالم سبيط النيلي جلد : 1 صفحه : 6