نام کتاب : طور الاستخلاف ( الطور المهدوي ) نویسنده : عالم سبيط النيلي جلد : 1 صفحه : 52
قال جماعة : هو النحاس المصهور لقول ابن عباس [ قطر آن ] فجزأه إلى قطر وآن أي في أوج حرارته . لكن صاحب القاموس وصاحب اللسان قالا : إنه نوع من النحاس ولم يحدداه إذن فهو أوكسيد النحاس الذي أسمه القديم ( زنجار النحاس ) . ولهذا أحرق الحديد وحده وأخر النحاس لكونه متوفر لديه كأوكسيد جاهز فيكفي المتبقي من الحرارة لإدخاله الخليط وصهره كون درجة انصهاره أوطأ من درجة انصهار الحديد . وإذن فعلى قراءة ابن عباس يكون معنى آن جاهزاً لا مصهورا ! فأين هذا من قول المفسرين إنه بنى الحديد بالنحاس كما يبنى الحجر بالطين وسموه سد ذي القرنين رغم تصحيحه لخطأهم اللغوي وتسميته ردماً ؟ [ فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا ] ( الكهف : 97 ) . لم يقل يظهروا عليه . . لأنهم أول مره رأوا الطريق مفتوحاً إلا هذا الشيء العجيب كحدوة الحصان . . أنها تعني لم يقدروا على خرق المجال وهي عبارة بالغة الدقة وتخلو من التاء لهذا الرمز . . وما استطاعوا له نقبا ، عندئذ عرفوا أن هذا الشيء الغريب [ المغناطيس ] هو السبب فأرادوا تهديمه فما استطاعوا : اللسان : نقبت خف البعير إذا تآكلت وتهرأت . إذن لم يحاولوا ثقبه كما ظن المفسرون بل حاولوا تهديمه لأن الثقب لا فائدة منه فالفيض متصل في الفراغ . [ قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا ] ( الكهف : 98 ) . وهذا الوعد هو يوم المهدوية - كما سنبرهن عليه لاحقاً - ولهذا السبب اقترن خروج يأجوج ومأجوج بنزول المسيح ( ع ) - لأن دك الردم عند حدوث الوعد فيتمكنون من الخروج ثانية - ولما كان نزول المسيح ( ع ) مقترناً بظهور
52
نام کتاب : طور الاستخلاف ( الطور المهدوي ) نویسنده : عالم سبيط النيلي جلد : 1 صفحه : 52