responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : طور الاستخلاف ( الطور المهدوي ) نویسنده : عالم سبيط النيلي    جلد : 1  صفحه : 493


ومن الواضح أن عملية التقهقر هي رجوع إلى الأطوار الأولى للخلق حسب الدارونية الجديدة في ( أصل الأنواع ) وبالتالي تتوقف النفوس عند حدودها القصوى في هذا الاختيار وإذن فنحن بإزاء تناسخ أجساد لا أرواح .
بل لفظ ( تناسخ ) لا يطابق هذا المفهوم إنما هُوَ تقهقر أو ترقي فالمادة الجسّدية المكونة من عناصر الأرض هي عامل متبادل في التأثير من النفس .
هنا قد نفهم معنى قوله تعالى في سورة ياسين :
( وَلَوْ نَشَاءُ لَمَسَخْنَاهُمْ عَلَى مَكَانَتِهِمْ فَمَا اسْتَطَاعُوا مُضِيًّا وَلَا يَرْجِعُونَ ) ( يس : 67 ) هذهِ الآية الغريبة التركيب والتي حيرّت المفسّرين في المعاني المتعلقة : بالمكانة ، والمضيّ ، والرجُوع . . تتوضح الآن وفق مفهوم أساسي قائم على الانتخاب .
والمعنى العام أن الله لو شاء أن يسلبهم الحرية ( قدرتهم على الانتخاب ) فان ذلك يعني أن يُمسخوا على مكانتهم الفعلية أي درجتهم الحقيقية من التطوّر - فان أبدانهم تطوّرت متقدمة أشواطاً بملايين السنين في حين تأخرت نفوسهم المريضة بالحيوانية البدائية وبقيت في حالها الأوّل فالأبدان الملائمة لهم هي أبدان تتناسب مع درجة عقلانيتهم بمعناها الذي هُوَ عند الله تعالى .
فإذا سلبهم هذهِ القدرة ومسَخهم على تلك المكانة فلا قدرة لهم على المضّي قدماً في التطور ولا الرجوع إلى الصورة الأولى المكونة من التراب . ومن الممكن أن تقرأ العبارات مع حركة المسخ أي فلا يستطيعون مضياً في التقهقر ليعودوا إلى المادة الأولى الترابية ولا يقدرون على الرجوع للأصل الذي مسخوا عنه وهُوَ الصورة الإنسانية - بجعل حركة المضّي والرجوع متناسبة مع حركة المسخ بعكس الترتيب الأول .

493

نام کتاب : طور الاستخلاف ( الطور المهدوي ) نویسنده : عالم سبيط النيلي    جلد : 1  صفحه : 493
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست