نام کتاب : طور الاستخلاف ( الطور المهدوي ) نویسنده : عالم سبيط النيلي جلد : 1 صفحه : 476
ثم لاحظ قوله تعالى ( يسمعون الصيحة بالحق ) فإنك قد تتوهم أن الصيحة حق من هذه العبارة أي تفهم أن قوله ( بالحق ) هو وصف للصيحة . بينما هي وصف للمصيح أي للذي يقال في الصيحة ولذلك ربطها بالسماع وهو المورد الوحيد الذي قال فيه ( يسمعون ) من بين الموارد الثلاثة عشر . فالسؤال الذي يجيب عليه عبارة ( بالحق ) ليس هو كيف الصيحة ؟ بل هو : بأي شيء يصيح المنادي ؟ الجواب بالحق . وذلك لان الأرض تمتلأ ظلماً وجوراً لا تجد من يقول الحق ويسمع الخلق . ومن هنا نجد أحد النصوص جاء بلفظ ( الحق ) في مقول المنادي وهو جبريل ( ع ) وهو نص لأهل البيت ( ع ) لا يوجد مثله عن طريق أهل السنة أو غيرهم : عن الصادق ( ع ) قال : " ينادي مناد من السماء أول النهار إلا أن الحق في علي وشيعته " البشارة / 165 . أقول لا تتوهم أن شيعة علي هم الطائفة التي تسمى الشيعة فان الصادق ( ع ) يخصصّ الشيعة بسبعين ألفاً يدخلون الجنة بغير حساب على ما ذكره النبي ( ص ) . وأما مواليهم ومحبيهم فإنه لفظ عام ومن جملة الشيعة بهذا المعنى الذين ركبوا في سفينة نوح ( ع ) وأصحاب الكهف وبصفة عامة يُراد بالشيعة عند أهل البيت أهل التوحيد على ملةِ إبراهيم وهم مجموعات فردية منتشرة في كل الأمم وكل المذاهب . ولكن أن تكون نسبة هؤلاء في ( الطائفة ) التي تسمى الشيعة أكثر من نسبتهم في غيرهم أمرٌ محتمل لأنهم أقرب إليهم وأكثر اهتماماً من سواهم بأهل البيت ( ع ) .
476
نام کتاب : طور الاستخلاف ( الطور المهدوي ) نویسنده : عالم سبيط النيلي جلد : 1 صفحه : 476