نام کتاب : طور الاستخلاف ( الطور المهدوي ) نویسنده : عالم سبيط النيلي جلد : 1 صفحه : 458
وفي هذا الذهول بسبب المباغتة نلاحظ منظر المجرم فهو يودّ لو يفتدي من عذاب يومئذ ببنيه وصاحبته . . وأخيه وفصيلتّه التي تؤديه يسّلم كل أولئك للعذاب لأجل أن ينجو ويسّلم جميع من في الأرض لينجو . فقوله ( ومن في الأرض ) يدّل على أن مسرح هذه العمليات هي الأرض وبالتالي فالسياق بعيد عن القيامة ولا زال يصف حال المجرم في أوائل الطور المهدوي . ذلك ان عذاب هذا الطور يقوم به خليفة الله في أعظم وأطول وأبقى استخلاف كوني ومعه عيسى ( ع ) والملائكة وقد مرّ عليك في سورة المدثر قوله تعالى . ( فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ . ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ ) ( المدثر : 19 / 20 ) يزعم الاعتباط هنا أن هذا التكرار للتوكيد . بينما هو مفصول بأداة التراخي ( ثم ) ومعلوم أنه مبني على التمني والطلب فهل تظن أن الله يتمنى ولا يحقق أمانيه ؟ ان التمنيّ لا يجوز في حقه تعالى مثلما لا يجوز الأسف . ولذلك قال ( فلما أسفونا انتقمنا منهم ) . فنسب الأسف للجمع وتحدث باسمهم لان عباده المقربون قد أسفوا ، ولذلك لم يقل ( أسفت ) فإنه لا يجوز بحقه تعالى وكذلك لما قال ( قُتل كيف قدرّ ) . فإنه بنى الفعل على قاتل تمناه وهو غير ظاهر في العبارة وهي أمنية عباده الصالحين وإلاّ فإنه لا يتمنى قتل أحد وبيده أن يعذبه عذاباً تضج منه السماء ومن فيها . أقول من هنا ترك الاعتباط تفسير عليّ بن أبي طالب لأنه لا ينسجم مع تطلعاته وأمعن في تفسيره الذاتي ولو أدىّ إلى تخريب اللغة وما فيها .
458
نام کتاب : طور الاستخلاف ( الطور المهدوي ) نویسنده : عالم سبيط النيلي جلد : 1 صفحه : 458