نام کتاب : طور الاستخلاف ( الطور المهدوي ) نویسنده : عالم سبيط النيلي جلد : 1 صفحه : 448
فقولهم ( لم نك من المُصلّين ) - المُصلّي على أصل اللفظ هو الذي يُوصل بين نقطتين . ولذلك كانت العرب تسمى الشخص أو الفرس الذي يعقب السابق بالمصلّي لأنه يوصل بين الأول والآخرين . ومعلوم أن الفئات أو المجموعات الكبرى في القرآن ثلاثة كما حددته سورة الواقعة ، السابقون وأصحاب اليمين وأصحاب الشمال . فأصحاب اليمين هم المصَّلين على أصل اللفظ لأنهم تبع للسابقين . ومعنى قولهم لم نك من المصّلين أي لم نك تابعين للسابقين . وهذا يعيدنا إلى الذاتية مرة أخرى وفعل إبليس فقد زكوّا أنفسهم ولم يأخذوا علمهم عمن سبقهم بل انفردوا به فجاء متناقضاً ومحَّرفاً وهو يستلزم افتراءهم على الله . وقولهم : ولم نك نطعم المسكين : المسكين من السكن والسكون ، وأصل اللفظ هو طالب السكينة لحين مجيء الأمر أي هو المنتظر للفرج أو هو العامل بقوله تعالى ( فانتظروا إني معكم من المنتظرين ) . وسيد المنتظرين وأولهم هو رسول الله . ( ص ) فهو المأمور بذلك . وعلى ذلك فالمسكين هو الشديد السكون ، ويظهر التشابك اللفظي مع المأثور فقد استعمل الإمام جعفر بن محمد ( ع ) هذا اللفظ عينه بدلاً من لفظ الانتظار وربطه مع السماوات والأرض بقوله : " اسكنوا ما سكنت السماوات والأرض " . والمعنى لا تتحركوا ما لم تروا حركة في السماء فان الأمر لا يكون لمجرد أن يريد فرد أو مجموعة بل يجب العمل بأقصى طاقة مع السكون والانتظار . والمسكين على ذلك هو الداعية الثابت الذي لا يحاول تغيير الواقع بالقهر والغلبة والحرب فان ذلك الطرح هو ألد عدوٍ للدين . ومعلوم أن المسكين يريد طعاماً للسكون خاصة . بمعنى أنه يريد علماً ومعرفة بهذا الأمر .
448
نام کتاب : طور الاستخلاف ( الطور المهدوي ) نویسنده : عالم سبيط النيلي جلد : 1 صفحه : 448