نام کتاب : طور الاستخلاف ( الطور المهدوي ) نویسنده : عالم سبيط النيلي جلد : 1 صفحه : 446
لقد أبطلنا علم اللغة السابق القائم على جزافية الإشارة اللغوية ، فهو لا يصلح لتفسير النص البشري فضلاً عن النص الإلهي . إذا قلت فان الآية تقول ( فقال إن هذا إلا سحر يؤثر . إن هذا إلا قولُ البشر . . ) ومعنى ذلك أن هناك قائل لا مفسَّر . الجواب : إننا ذكرنا في النظام القرآني الفرق بين القول وبين الكلام فهو قائل ورُبَّ قائل غير متكلم بنفس العبارة انما يتكلمّ بما يؤدي مفادها . ب . " قالوا لم نك من المُصلين " الآن أجابوا على السؤال بهذه الإجابة ، ويظهر أنهم تدرجوّا بالإجابة فعلاً فقد عثرت على رواية عن النبي ( ص ) تؤكد ذلك أي ان السائلين لم يقتنعوا بذلك فأضافوا : ولم نك نطعم المسكين ) فلم يقتنع السائلون بهذا أيضاً فأضافوا : ( وكنا نخوض مع الخائضين ) ، والسائلون لا زالوا غير مقتنعين بالإجابة عندئذ قالوا : ( وكنا نكذب بيوم الدين ) فقال السائلون : هذا نعم هو الذي سلككم في سقر . أقول إن هذا الأمر يحتاج إلى تحليل : لأن قولهم لم نك من المصلين معناه أنهم لم يحسبوا من المصلين بالرغم من صلاتهم فهو جواب عام فلماذا لم تقبل صلاتكم ؟ فلذلك بقي السائلون يطلبون إجابة أخرى . فلما قالوا ( ولم نك نطعم المسكين ) - أي في واقع الحال . لان هذا النفي قد دخل على الفعل أي اننا كنا نطعم المسكين ولكن انكشف الآن أننا لم نك نطعم المسكين . وقد تكون هناك ظروف قاهرة أجبرتهم على أن يطعموا لغير وجه الله كما لو كان المجتمع فاسداً إلى ابعد حدّ ولا يستحق فيه أحد شيئاً من الاطعام فأطعموا ليأمنوا الناس وإذن فالجواب لا يكفي .
446
نام کتاب : طور الاستخلاف ( الطور المهدوي ) نویسنده : عالم سبيط النيلي جلد : 1 صفحه : 446