نام کتاب : طور الاستخلاف ( الطور المهدوي ) نویسنده : عالم سبيط النيلي جلد : 1 صفحه : 445
وان أغلب الناس لو نظرت إليهم وسمعتهم لوجدتهم يقولون مثل ذلك ويزكوّن أنفسهم ويزعمون أنهم بلا ذنوب ولا خطايا وانهم يستحقون أن يعطيهم الله أكثر مما أعطاهم ! الثاني : حُكمهُ على كلام الله أنه من قول البشر . وقد أوضحنا هذه المسألة في أكثر من موضع ، إذ ليس من الضروري أن تسمع القائل يقول ذلك على صورة الكلام بل يكفي فيه أن يعامل كلام الله معاملة قول البشر فان ذلك يصدر منه على ما يعتقده ، وإذا نظرت إلى الأمة وجدت كل علماءها - إلا معدودين على أصابع اليد وقد لا تعرف أسماءهم - وجدتهم يفسرون كلام الله بالترادف والمشترك المعنوي والمجاز والكناية والحذف وتقدير محذوف وتقديم لفظ تقديراً وتأخير لفظ آخر وتشبيهه تلك الإزاحات لترتيب الألفاظ بما يماثلها من الشعر والأقوال . وقد أشكلنا على ذلك بالقول : إذا كان القرآن باللغة العربية وأسلوبه هو عين أساليب البشر من الحذف والايجاز والإطناب والتقديم والتأخير . . الخ . . الخ فما الفرق إذن بينه وبين كلام البشر ؟ في كتاب ( الحل القصدي للغة ) وكتاب ( أصل الخلق بين الأنا والتوحيد ) ظهر لكم تفسير هذا الأمر . وخلاصته أن الإنسان يريد أن يسبق أو يعّقب على حكم الله بحكم ينبع من ذاته فلا يقدر على ذلك مطلقاً إلا عندما يكون كلام الله مرناً في التفسير والتأويل وطيعاً بحيث تجري عليه احكام اللغة البشرية وأساليبها ، وسمّينا هذا الطريق بالاعتباط اللغوي وهو حيلة من حيل الإنسان ليحقق حكمه من خلال حكم الله . ونتيجة ذلك واضحة فالفاعل كأنما يتكلم مع الله إذ يدخل آراءه ومطالبة في النص من خلال تأويله على ما يقدره هو بحجة قواعد اللغة وأساليبها وعلم اللغة .
445
نام کتاب : طور الاستخلاف ( الطور المهدوي ) نویسنده : عالم سبيط النيلي جلد : 1 صفحه : 445