نام کتاب : طور الاستخلاف ( الطور المهدوي ) نویسنده : عالم سبيط النيلي جلد : 1 صفحه : 433
2 . استعرضت السورة الأمم المعذبة السابقة وهم خمسة أقوام استعراضاً سريع الايقاع قصير المقاطع عطف بعضه على بعض بواو العطف : وهم قوم لوط ، وفرعون وجنوده ، وعاد ، وثمود ، وقوم نوح . فذكر قوم لوط من خلال ذكر إبراهيم ، وذكر موسى وفرعون وذكر عاد ولم يذكر اسم رسولهم هود وذكر ( قوم نوح ) بالإضافة إليه . فالمذكور من الرسل ثلاثة بالأسماء والأقوام خمسة . وذلك لان العطف هو تفصيل لقوله " وفي الأرض آيات للمؤمنين وفي أنفسكم أفلا تبصرون " فجاء ذكر الرسل عطفاً على آيات الأرض مثل ( وفي موسى إذ أرسلناه ) ، وجاء ذكر الأقوام عطفاً على ( أنفسكم ) مثل : ( وَفِي عَادٍ إِذْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الرِّيحَ الْعَقِيمَ ) وقوله ( وَقَوْمَ نُوحٍ مِنْ قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ ) . وقد أشار هذا التوزيع إلى الطرفين الرسل والمرسل إليهم . وبعد هذا العرض عاد السياق ليخاطب النبي ( ص ) ويطمأنه على أن نصيب قومه المكذبين من التعذيب والاهلاك هو كنصيب أصحابهم من تلك الأمم ، ولكنه مؤجل إلى يوم محدّد فليست عليه ملامة فقد بلغ وأنذر . ( فَتَوَلَّ عَنْهُمْ فَمَا أَنْتَ بِمَلُومٍ . وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ ) ( الذاريات : 54 / 55 ) ثم قال بعد آية ( ليعبدون ) : ( فَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذَنُوبًا مِثْلَ ذَنُوبِ أَصْحَابِهِمْ فَلَا يَسْتَعْجِلُونِ . فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ يَوْمِهِمُ الَّذِي يُوعَدُونَ ) ( الذاريات : 59 / 60 ) وهكذا تُختتم السورة بالوعد واليوم الموعود . قالوا : الذنوب : النصيب وأصله من الدلو الممتلئ ماءً . وقيل : الذنوب : الويل والبلاء .
433
نام کتاب : طور الاستخلاف ( الطور المهدوي ) نویسنده : عالم سبيط النيلي جلد : 1 صفحه : 433