نام کتاب : طور الاستخلاف ( الطور المهدوي ) نویسنده : عالم سبيط النيلي جلد : 1 صفحه : 434
أقول : قال في الآية اللاحقة : فويل للذين كفروا وإذن فالذنوب ليس الويل لأنه ذكر الويل بعده . والذنوب هي اللاحقة المرتبطة بشيء لا تنفك عنه . لذلك يطلق على طرف الحبل الممتد إلى البئر . ولما كان ما يلحق كل فرد يسمى نصيباً فقد ظنوا أن النصيب يرادف الذنوب . وأطلق كذلك على الدلو الممتلئ ماء بل وعلى الدلو الكبير وكل ذلك لارتباطه باللاحقة وطرف الحبل . وأمّا المعنى العام للفظ فهو اللاحقة التي لا تنقطع ، ومن مشتقاته الذّنب ، والمُذنب ، وذَنبُ الدابّة . . الخ ، لأنها أشياء تلحق بأفرادها . إذن فذنوب هؤلاء قوم النبي ( ص ) هي كذنوب أصحابهم من الأمم الهالكة لاحقة بهم لا تنفك عنهم ويصيبهم ما أصاب أولئك فلا يستعجلون . وإذا كان الأمر كذلك فمن غير المعقول أن يكون يومهم الذي يوعدون هو يوم القيامة كما زعم الاعتباط . بل هو اليوم الذي يتم فيه اعطاءهم نصيبهم من العذاب الدنيوي أسوة بأصحابهم - لان الجميع يوم القيامة في مورد واحد من النار فلا يتحقق معنى الآية ولا ينالون نصيبهم من الاهلاك . إذن فهم يرجعون إلى الحياة في طور الاستخلاف لينالوا هذا النصيب في اليوم الذي يوعدون وهو يوم ( نشورهم ) وهو مختلف عن البعث في يوم القيامة . وسوف نوضح الفرق بين البعث والنشور في موضعه المناسب . 3 . ورد في السورة إشارات إلى إمكانية تغيّر النظام الطبيعي المرتبط باليوم الموعود ونزول الملائكة فمن ذلك تبشير الملائكة إبراهيم ( ع ) ( بغلام عليم ) - خلافاً للنظام الطبيعي :
434
نام کتاب : طور الاستخلاف ( الطور المهدوي ) نویسنده : عالم سبيط النيلي جلد : 1 صفحه : 434