نام کتاب : طور الاستخلاف ( الطور المهدوي ) نویسنده : عالم سبيط النيلي جلد : 1 صفحه : 428
إنما القرآن يفسره القرآن ولا يفسره العلم وهو الذي يفسر العلم ، وما تفعلونه ما هو إلا تقطيع لاجزاء القرآن ؛ ( أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ) ( البقرة : 85 ) فتؤمنون بما تقدرون على تفسيره علمياً حسب رأيكم وتكفرون بما لا تقدرون على تفسيره حسب علمكم فإذا جاء طور الاستخلاف وظهر العلم الحقيقي فإذا علمكم هذا خزي وعار عليكم ، إذ لم تكونوا تعلمون شيئاً سوى الظواهر غافلين عن التغيّر المحتوم في آخرة الأمر : ( فَلَمَّا جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَرِحُوا بِمَا عِنْدَهُمْ مِنَ الْعِلْمِ وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ . فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا قَالُوا آَمَنَّا بِاللَّهِ وَحْدَهُ وَكَفَرْنَا بِمَا كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ . فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبَادِهِ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْكَافِرُونَ ) ( غافر : 83 / 85 ) وقد تقول فهل أصاب الخزي كل الذين آمنوا ببعض الكتاب وكفروا ببعض ؟ حسب ما تقوله الآية لأنه في ( الحياة الدنيا ) ؟ أقول : ومتى أصابهم الخزي جميعاً وكيف ؟ فالاعتباط يزعم أنه فعل بهم ذلك ولو كان فعل لما تجرأ أحد على الاختلاف في الكتب المنزلة إذ لو عُوقب كل مسيء فوراً لاستقامت الأمور ( إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الابصار ) ( مهطعين إلى الداع يقول الكافرون هذا يوم عسر ) . فالآية لا تقول إن من فعل ذلك أًخزي بالماضي انما تقول ما جزاءه إلا خزي في الحياة الدنيا والطور المهدوي يبدأ في الحياة الدنيا فيبعثهم الله فيرون علمهم الذي تفاخروا به ويصيبهم الخزي والعار ولذلك قال
428
نام کتاب : طور الاستخلاف ( الطور المهدوي ) نویسنده : عالم سبيط النيلي جلد : 1 صفحه : 428