نام کتاب : طور الاستخلاف ( الطور المهدوي ) نویسنده : عالم سبيط النيلي جلد : 1 صفحه : 408
كان جواب الحلف في المجموعة الأولى جوابان معطوفان على بعضهما بقوله " إن ما توعدون لصادق - وان الدين لواقع " . بينما كان جواب المجموعة الثانية جملتان تكمل إحداهما الأخرى : " إنكم لفي قول مختلف . يُؤفك عنه من أفك " . وعند استعراض ألفاظ السورة نجدها مخصصة للحديث عن الطور المهدوي بكافة تفاصيلها فهي مرتبطة كما في الجواب الأول بالوعد الصادق وبوقوع الدين . وإذن فعلينا التعرف على سبب ابتداءها وتسميتها بالذاريات ، وما هي العلاقة بين الذاريات وبين الطور المهدوي . قال تعالى : ( وَالذَّارِيَاتِ ذَرْوًا . فَالْحَامِلَاتِ وِقْرًا . فَالْجَارِيَاتِ يُسْرًا . فَالْمُقَسِّمَاتِ أَمْرًا . إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَصَادِقٌ . وَإِنَّ الدِّينَ لَوَاقِعٌ ) ( الذاريات : 1 / 6 ) . الذاريات عند أغلب المفسّرين هي الرياح والحاملات هي السحاب والجاريات هي السفن والمقسمات أمرا الملائكة . وفي هذا التفسير عدة مشاكل تجاهلها الاعتباط اللغوي : الأولى : أن تجزأ ة الأفعال للمحلوف به وهي الذاريات هو خلاف منطق اللغة . وأنت تعلم أن اللغة عندهم لا منطقية أو اعتباطية في أصل دلالة ألفاظها ومن هنا سمينا الاتجاه القديم لأهل اللغة بالاعتباطيين إذ أبتا في حلنا القصدي الجديد منطقية اللغة وبرهنا أن الاعتباط هوَ في تفسيرها فقط . فمنطق اللغة يأبى هذه التجزئة لأن الفاء دخلت هنا لترتيب الأفعال التي تقوم بها الذاريات ولذلك لم يتكرر واو الحلف . إذ لو كانت الحاملات غير الذاريات لكرر واو الحلف كما في قوله تعالى : " والفجر وليالٍ عشر والشفع والوتر " فكرر الواو أربع مرات لان الألفاظ الأربعة مختلفة فهي أسماء
408
نام کتاب : طور الاستخلاف ( الطور المهدوي ) نویسنده : عالم سبيط النيلي جلد : 1 صفحه : 408