نام کتاب : طور الاستخلاف ( الطور المهدوي ) نویسنده : عالم سبيط النيلي جلد : 1 صفحه : 403
للخلاص من العذاب فلماذا يريد الحياة أم هوَ عند الاعتباط موعود بدخول الجنة ؟ ألم يلاحظوا أنه موعود بدخول العذاب وبالتالي فالموت عليه أهون بل الموت أمنية لا يمكنه الحصول عليها فقلبوا الأمر وزعموا أنه يريد إلا يموت ! ومن قال لهم إن يوم القيامة لا موت فيه ؟ أوليست النفخة التي تميت الخلائق ( إلا ما تشاء ربك ) هي في يوم القيامة أم عندهم إبليس ممّن استثناه الله بقوله إلا ما تشاء ربك ؟ هذا ليس تفسيراً انما هو ظلمات بعضها فوق بعض . ذلك لأن الاعتباط ابتدع من تفسيره هذا مشكلة جانبية وراح يتجادل فيها وهي قولهم : كيف يجوز إجابة دعاء الكافر ؟ لان الترادف جعلهم يزعمون أن الوقت المعلوم هوَ يوم يبعثون وبالتالي فقوله ( ربّ انظرني ) هوَ دعاء والجواب هو إجابة للدعاء . وقد رأيت أن إبليس كان يراهن وما كان يدعو وان الله كان يهدد ويحبط محاولة الرهان بالتأكيد على ملئ جهنم منه ومن اتباعه وما كان يستجيب دعاءه المزعوم . ألم يرَ الاعتباط أن الكافر لا يدعو أصلاً في الدنيا إذ لو دعا لآمن ، قال تعالى : ( قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ ) ( الفرقان : 77 ) . وهل موقف المهدد الملعون المرجوم موقف الداعي أم موقف المراهن ؟ وقال قوم آخرون منهم البلخي : " أراد بذلك إلى يوم الوقت المعلوم الذي قدّر الله أجله فيه وهو معلوم لكن لا ينبغي اخباره كي لا يحمله أو يغريه بفعل القبيح " .
403
نام کتاب : طور الاستخلاف ( الطور المهدوي ) نویسنده : عالم سبيط النيلي جلد : 1 صفحه : 403