نام کتاب : طور الاستخلاف ( الطور المهدوي ) نویسنده : عالم سبيط النيلي جلد : 1 صفحه : 401
أقول : احتنك صيغة افتعال من حنك فهو مختلف عن حنك . وإذا كان يقصد التنويه إلى ذلك بالفعل أي إلى استمرار الخصائص الوراثية الردّية فإنه يحاول من خلال ذلك استفزاز الخالق تعالى ليخبره بالموعد المقرر اخباراً زمانياً فجاء الجواب وهو يعّدد الامكانات الممنوحة له في فترة الاغواء معرضاً هذه المرة من ذكر العبارة السالفة أي قوله ( فإنك من المنظرين ) فلم تذكر هنا لان إبليس قد فهم القضية في هذه المحاورة وانما أراد المراهنة على الأكثرية : ( قَالَ اذْهَبْ فَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزَاؤُكُمْ جَزَاءً مَوْفُورًا . وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَولَادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا ) ( الإسراء : 63 / 64 ) . إذن فبإمكاننا أن نتصور أن الشيطان يستمر فترة أطول بعد الموعد الذي تنتهي فيه المهلة لأن الشيطان من مجموعة الابتلاء نفسها أي من الإنس والجن وفي هذه إشارة إلى أن حقبة الإغواء في أول الطور المهدوي تأخذ كامل مداها على يد الشيطان من غير حاجه إلى تحديد فترة الإمهال لإبليس بصفة خاصة . وسبب ذلك هو ضرورة إنهاء إمهال إبليس عند تحقيق الوعد الإلهي بالاستخلاف إذ لا ضرورة لتسليط إبليس على جماعة المؤمنين الأتقياء بعد فرزهم عن الفجرة وبعد نزول المدد الإلهي والملائكة وبعد مرورهم بهذه الحقب الطويلة من التجارب ونجاحهم في تحقيق الوعد فأن المهلة الإضافية لا فائدة منها تعود عليه سوى تأخيره عن العذاب فهي لا تزيد ولا تنقص من عدد الكافرين والضالين ولا يمكن اغواء المؤمنين في طور الاستخلاف إذ لا شيء يدعوهم للمعاصي بعد حصول الفرز ، أما أتباع إبليس فسوف يأخذون كامل فرصتهم في الصراع مع المؤمنين حتى تخلو الأرض منهم .
401
نام کتاب : طور الاستخلاف ( الطور المهدوي ) نویسنده : عالم سبيط النيلي جلد : 1 صفحه : 401