نام کتاب : طور الاستخلاف ( الطور المهدوي ) نویسنده : عالم سبيط النيلي جلد : 1 صفحه : 400
فهو لا يبرح مرحلة حتى يكون أكثر صلفاً وأشد استكباراً في المرحلة اللاحقة وهذا ما نجده في مورد الاسراء : فقد حاول تغيير الطلب من يوم يبعثون إلى يوم القيامة : ( قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلًا ) ( الاسراء : 62 ) . اشتمل هذا النص على محاولة للتكذيب بيوم الدين والظاهر أن إبليس أول مكذبّ به على مر التاريخ . وهذا أمرٌ نفسي سببه الاحباط وشدة القلق بشأن هذا اليوم . والمعنى انك لو أخرتني ليوم القيامة فاني أستطيع احتناك ذرية آدم إلا قليلاً فهو يشير إلى أنه قادر على اغواء المجتمع المهدوي فيما لو ابعد الله موعد انتهاء اللعنة وابتداء العذاب بهذا الموعد ، بحيث يدخل الاستخلاف ضمن مدة الانظار . والواقع أن هذا المطلب الجديد لا يختلف عن القديم بشيء في كونه غير منطقي ولا معقول . ولكنه تضمّن تلميحاً من وجه آخر إلى أن هناك امكانات للاغواء في مجتمع يوم الدين سوف يحرمه الله منها وهو يريد الاستفادة منها ، مع أن مجتمع يوم الدين كما قلنا لا يتحقق إلا بعد عودة الخلق إلى الله والى شريعته قبل انتهاء المهلة . لكن المطلب قد يشير من طرف خفي إلى الخصائص الوراثية التي ستظهر حتماً في المجتمع المهدوي إلى مدة معينة تستمر إلى حين حصول تنقية كاملة للخصائص وهي فترة طويلة كما يبدو ، لأنه طلب أن يكون التأخير إلى ( يوم القيامة ) مستخدماً ألفاظ ( احتنك ) و ( ذريّة ) . ومعلوم أن الاحتناك لا يكون إلا بحبل أو رّسن فهو يشير إلى خيوط ممتدة له مع الأجيال في الذراري . في المحيط : يحّنِكه وحنك الفرس جعل في فيه الرسن كاحتنكَهُ .
400
نام کتاب : طور الاستخلاف ( الطور المهدوي ) نویسنده : عالم سبيط النيلي جلد : 1 صفحه : 400