نام کتاب : طور الاستخلاف ( الطور المهدوي ) نویسنده : عالم سبيط النيلي جلد : 1 صفحه : 38
منهم أن يشكلوا ركيزة للاستخلاف في الأرض - وتمنى لهم ذلك رسولهم فقال : [ عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ ) ( الأعراف : 129 ) ، بيد أن هذه الأمة فشلت أخيراً في الاختبار . نعم في عهد سليمان ( ع ) تمكن من بسط نفوذه على الأرض - ولهذا حدث الاتصال مع تلك العوالم المؤثرة الأخرى فجاء القرآن مرة أخرى بالأسماء العامة إذ تكون له جيش من نوعين . . وكانت غايته المضي قدماً في الدعوة إلى الله : [ وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ ] النمل : 17 . ومن هنا نعرف إذا حدث استخلاف في الأرض - يحدث دوماً معه - الاتصال بعوالم الإنس والجن - وحينما يضمحل هذا الطور يبقى الاتصال رمزياً ومحدوداً للأولياء والأنبياء وحسب . حيث يقومون بتفقد تلك العوالم بمفردهم . ولذلك لا يبدوا غريباً أن يدعوا المهدي ( ع ) - القاطنين في السماوات إلى دين الله بعد أن يتمكن من الأرض - بل الغريب ألا يفعل ذلك . وهو يطبق الشريعة الخاتمة ويحمل الكتاب المهيمن . . ويرث الذي أرسله الله ليكون للعالمين نذيراً . ولرب سائل يسأل أين يكون الرسول ( ص ) نفسه المبلغ بإنذار العالمين ؟ . والحق أن السؤال بالغ الصعوبة على أذهان البعض ! ولكنه في الحقيقة واضح كل الوضوح في عشرات الآيات القرآنية - لو تدبر فيها المرء بإمعان - فالرسول ( ص ) في الحقيقة هو القائد الأعلى لهذا الطور ويكون موجوداً . . والمهدي ( ع ) والمسيح ( ع ) إنما يقومان بترتيب الأوضاع في الأرض تمهيداً لطور الاستخلاف الطويل الأمد . . والذي يستمر الرسول
38
نام کتاب : طور الاستخلاف ( الطور المهدوي ) نویسنده : عالم سبيط النيلي جلد : 1 صفحه : 38