نام کتاب : طور الاستخلاف ( الطور المهدوي ) نویسنده : عالم سبيط النيلي جلد : 1 صفحه : 37
لإدخالهم جهنم هم فقط نوعان هما ( الإنس والجن ) مما يدل على أنهما أصل جميع تلك الخلائق المجموعة في ذلك اليوم : [ قَالَ ادْخُلُوا فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ فِي النَّارِ كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَعَنَتْ أُخْتَهَا حَتَّى إِذَا ادَّارَكُوا فِيهَا جَمِيعًا قَالَتْ أُخْرَاهُمْ لِأُولَاهُمْ رَبَّنَا هَؤُلَاءِ أَضَلُّونَا فَآَتِهِمْ عَذَابًا ضِعْفًا مِنَ النَّارِ قَالَ لِكُلٍّ ضِعْفٌ وَلَكِنْ لَا تَعْلَمُونَ ] ( الأعراف : 38 ) . إذن فالإنس ليسوا بني الإنسان على أرضنا وحدهم ، ولا يعقل أن يخاطبهم القرآن مراراً وهو كتاب أنزل في الأرض ، فلا بد من وجود تمهيد سابق لهذا الإنذار . ففي كل مقام ضروري يأتي القرآن بالأسماء الأصلية : ففي مقام التحدي يتحدى جميع العوالم التي انحدرت من أصل الإنس والجن : [ قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآَنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا ] الإسراء : 88 . وفي مقام الغاية من الخلق يأت أيضاً بالأسماء العامة التي تضم جميع عوالم التكليف الشرعي [ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ] الذاريات : 56 . ومن هنا يتبين أن الأحاديث التي أشارت إلى خلق يمرون بالطور المهدوي ولا يعصون الله طرفة عين - إنما تعني خلقاً آخر لا نعرفه لا صلة له بالطين ولا مارج النار وذلك لأن الكتاب الخاتم نزل على الأرض - والرسول في الأرض - والأرض لم تصل بعد إلى الطور المهدوي ، إذ أن عوالم الإنس والجن لا يمكن أن تسبق الأرض بالطور المهدوي - فالأرض هي مصدر الإشعاع لإيصال تلك العوالم إلى مرحلة المهدوية . ومن هنا قال لبني إسرائيل ( يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ ) ( البقرة : 47 ) . ذلك أنه أراد
37
نام کتاب : طور الاستخلاف ( الطور المهدوي ) نویسنده : عالم سبيط النيلي جلد : 1 صفحه : 37