responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : طور الاستخلاف ( الطور المهدوي ) نویسنده : عالم سبيط النيلي    جلد : 1  صفحه : 366


فانظر معي أليستْ نظرية الاختيار من أفكار إبليس إذ لا فرق هنا فكما قال الله اسجدوا لآدم فقال إبليس ( أنا خير منه ) فحدّدَ الأفضل فكذلك نظرية الاختيار تزعم أنها تحدد الأفضل وكأن الله يقدر على اصدار كل الأحكام باستثناء الحكم المتعلق بالحاكم ! إنما غاية النظرية أصلاً الخروج عن اختيار الله .
فإذا قلت فما العمل إذا لم يفعل الخلق كما أمر الله أنبقى بغير حاكم ؟
الجواب : وما شأنك أنت بالحاكم إذا لم ترد أن تكون ذلك الحاكم فيحل عليك غضب من ربكَ ونقمة ؟
دع الخلقَ يختاروا حاكمهم واعتزلهم وما يعبدون من دون الله فما جعلك الله عليهم وكيلاً ولا حفيظاً .
إذا كنت تخاف الله فليس عليك سوى أن تكون صحيح الاعتقاد فإذا ساء الاعتقاد لم ينفع العمل وإذا حسن الاعتقاد قبل منك ما تقدر عليه من الاعمال .
أم أنك تظن أن بمقدورك أن تخدع الله تقول يا ربّ لم ينفذ الخلق أمرك وسأرحمهم بدلاً عنك وأكون حاكماً عليهم !
أم تقول سأرشح فلاناً فإنه رجل تقوى وعبادة وأتوسم فيه الخير والصلاح وكأن الله لا يعلم من هو فلان الذي اتخذته خليلاً من دون الله .
تريد أن تكون وكيلاً عن الخلق وحفيظاً عليهم و ( محمد ) رسول الله نفسه لم يكن كذلك فما أشد غرورك إذن وعتوك عن أمر ربك فلعل الله ي أخذهم بغتة بعذاب واصب فما شأنك أنت أيها الزاعم إنك ترغب في رضا الربّ بل يقع هذا العذاب حتماً كجزءٍ من الوعدِ المنتظر ويطولكَ العذاب كما طالهم :
( إِنْ يَشَأْ يَرْحَمْكُمْ أَوْ إِنْ يَشَأْ يُعَذِّبْكُمْ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ وَكِيلًا ) ( الإسراء : من الآية 54 )

366

نام کتاب : طور الاستخلاف ( الطور المهدوي ) نویسنده : عالم سبيط النيلي    جلد : 1  صفحه : 366
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست