نام کتاب : طور الاستخلاف ( الطور المهدوي ) نویسنده : عالم سبيط النيلي جلد : 1 صفحه : 362
اسلموا للذين هادوا والربانيون بما استُحفظوا من كتاب الله وكانوا عليه شهداء " المائدة / 44 فالذين يحكمون بالتوراة هم ( النبيون ) ، ثم عطف الربانيون والأحبار بشرط وهو ( بما استُحفظوا ) لأن هذه الباء تقوم مقام الشرط في المفهوم كما في المورد الأول " بما أراك الله " فأصبح مشروطاً بهذه الواسطة . كما لو قلت لك " انما أرسلت لك لتأتيني بالكتب التي لديك " فأنت تفهم أن مجيئك وَحدهُ ليس هو الغاية إنما الغاية أن تجيء ومعك الكتب . كذلك لو قلت " لتأتيني بسيارتك " فأنك تفهم أني أريد مجيئك بهذا الشرط . إذن فالربانيون والأحبار يحكمون ( بما استُحفظوا من كتاب الله ) وبينما النبيّون يحكمون ( بها ) أي التوراة فالضمير يعود على التوراة . فما هو الذي استحفظ الربانيين والأحبار لان الفعل بني على المجهول ، ( بما استُحفظوا ) ؟ استحفظهم النبيون ، ولم يستحفظوا من تلقاء أنفسهم ، وذلك لأن حكم النبيين بالتوراة فهم يحكمون بما أنزل الله وإذ استحفظوا أحداً كان ذلك حكماً لله لأنه أحد أحكامهم . من هنا نفهم المورد الأول : ( إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ وَلَا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيمًا ) ( النساء : 105 ) إذ يبرز هنا سؤال وجيه وهو ان الكتاب باق ولكن النبي ( ص ) راحل فإذا حكم مدة حياته بين الناس بما أراه الله فمن يحكم من بعده بنفس هذهِ الصورة ؟
362
نام کتاب : طور الاستخلاف ( الطور المهدوي ) نویسنده : عالم سبيط النيلي جلد : 1 صفحه : 362