نام کتاب : طور الاستخلاف ( الطور المهدوي ) نویسنده : عالم سبيط النيلي جلد : 1 صفحه : 347
وأسباب ذلك كثيرة جداً ذكرناها في كتاب ( أصل الخلق ) لذلك اذكر هنا نقاطاً منها مركزة جداً : الأول : أن النظام اللفظي للقرآن يأبى أي ترتيب آخر ، فان نشوء النسل والذّرية سبق وجود آدم ( ع ) وسبق قصة السجود وهذا يدّل على أنه كائن ترقّى من افراد من جنسه سبقوه في الخلق ومن ذلك قوله تعالى : ( الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسَانِ مِنْ طِينٍ . ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ ) ( السجدة : 7 / 8 ) إذن فالنسل والسلالة ومادة التناسل كانت موجودة كلها قبل التسوية وقبل النفخ ، إذ فصلت أداة التراخي ( ثم ) بين تلك المراحل في الآية اما مزاعم الاعتباط أن آدم كان تمثالاً من طين جامداً فلما نفخ فيه الروح قام حّياً على رجليه وأصبح كائناً فهو هُراءّ وفهم قاصر جداً للمرويات وللقرآن تكذبّه جميع التفاصيل الأخرى . فماذا يفعل الاعتباط في مثل هذه الآية ؟ طبعاً يقدم التسوية والنفخ على الذريّة ويقدرّ الجملة تقديراً جديداً حسب أساليبه الملتوية ويفعل ذلك بالرغم من : - وجود المراحل موزعّة في آيتين لا آية واحدة . - وجود أداة التراخي ( ثم ) مرتين مع واو العطف مرتين . فيضرب الاعتباط قواعده وأدوات اللغة والظهور العرفي للدلالة والنظام القرآني والمرويات كل ذلك يضربه عرض الحائط ويقدرّ الجملة ويغيّر ترتيب الألفاظ خلافاً لترتيب المتكلم جل وعز . الثانية : أثبتنا كذلك أنه لا تلازم بين نفخ الروح وبين مظاهر الكائن الحَيّ وذلك لتعددّ الأرواح فما ادراهم أن الروح المنفوخ في آدم ( ع ) هُوَ روح
347
نام کتاب : طور الاستخلاف ( الطور المهدوي ) نویسنده : عالم سبيط النيلي جلد : 1 صفحه : 347