نام کتاب : طور الاستخلاف ( الطور المهدوي ) نویسنده : عالم سبيط النيلي جلد : 1 صفحه : 345
حينما قالوا ذلك لا يقصدون بالطبع الخليفة المجهول وانما أفراد جنسِه السابقين الذين سينبثق منهم الخليفة . أما الاعتباط فيجعل المعادلة معكوسة أي ذرية الخليفة هُم المفسدون وعنده أن الخليفة قد تحقق في خلق آدم ! وذرية آدم هم المفسدون . وإزاء ذلك تظهر مشكلتان : الأولى أن المخلوق الأول إذا كان هُوَ المقصود بالخليفة فان ظهور الفساد بَعده يجعل خلقه عملية فيها من العبث ما لا مزيد عليه . إذ سيظهر هنا ( ناموس ) للتقهقر والانحدار نحو الحيوانية لا يجوز بحق الله تعالى بخلاف ما لو قلت إن الخليفة المقصود يظهر في آخر أدوار هذا الكائن حيث تكون العملية تطورية وجارية وفق السنن الإلهية . والثانية هُوَ قول الملائكة ( أتجعل فيها من يفسد فيها ) فإذا كان الخليفة هُوَ أول كائن فمن أين يأتي الفساد ؟ إذ المعلوم أن خليفة الله لا يُفسد في الأرض وإذا قيل إنه يأتي من قبل ذريته فمن أين لهم علم بتكوين الخليفة للذراري ؟ أن مثل هذا السؤال ما كان ليظهر لولا فكرة تقدم الخليفة على ذريته لذلك أجاب الاعتباط على هذا السؤال بالقول : إن الملائكة علموا حصول الفساد من خلال تجربة سابقة في خلق الجان ! وهذا ( قياس ) اعتبره الاعتباط باطلاً وتبرأ منه ولكنه نسي هنا أنه قياس فاسد فنسَبه إلى الملائكة . فإذا قلت إن القرآن الكريم ذكر ذلك في معرض قصة السجود لآدم ! أقول وأين التلازم بين الأمرين فإنه لم يقل إن الخليفة المشار إليه هُوَ آدم ( ع ) هذا من جهة ومن الجهة الأخرى لم يقل اسجدوا للخليفة في مورد من الموارد ليتحقق الربط والتلازم بل فصل بين الواقعتين بأداة ابتداء القصص ، ( وإذْ ) لاحظ السياق في سورة البقرة : ( وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي
345
نام کتاب : طور الاستخلاف ( الطور المهدوي ) نویسنده : عالم سبيط النيلي جلد : 1 صفحه : 345