نام کتاب : طور الاستخلاف ( الطور المهدوي ) نویسنده : عالم سبيط النيلي جلد : 1 صفحه : 344
4 . يوم الدين في القرآن أ . التوافق العددي للموارد من المعلوم أن الدين كلفظ ينطوي على ما نفهمه من الدين بصورة تامّة بمعنى أن الدين يتضمن كل ما نعرفه عنه - عقائد ووصايا - تنفيذ أو عصيان لتلك الوصايا وحساب يتضمن العقاب والثواب . وحينما يقال هناك ( يوم للدين ) لا يمكن أن نفهم منه الحساب فقط بل نفهم يوماً خاصاً بالدين كلهِّ وهذا يدعونا ابتداءً للاعتقاد بأن يوم الدين هُوَ يوم تحقق الدين ووقوعه بكل ما ينطوي عليه اللفظ . وإذن فالزعم أنه يوم القيامة انما هُوَ زعم تكذبّه اللغة قبل كل شئ . إذن يجب أن تكون موارد يوم الدين هي الأخرى متفقة على نحو ما عددياً أو لفظياً من خلال الاقتران بالطور المهدوي الذي يتحقق فيه الدين ويقود العالم فيه إثنا عشر خليفة على ما ذكره النبي ( ص ) وذكره الله تعالى بقوله واعداً الملائكة : ( وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ) ( البقرة : من الآية 30 ) . وقد رأينا أنهم علموا بوقوع الفساد وسفك الدماء من هذا الوعد لما يستلزمه الترقي والتطور من مرور حقب طويلة من الفساد وصولاً إلى هذه المرحلة . . إذ الكائن المخلوق من صلصال من حمأ مسنون لا يمكن أن يصل إلى خلافة الله إلاّ بعد مروره بتجربة قاسية من الفساد وسفك الدماء . لقد غفل الاعتباط عن هذهِ العلاقة لان الملائكة حينما قالوا ذلك في التعقيب : ( قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ) ( البقرة : من الآية 30 )
344
نام کتاب : طور الاستخلاف ( الطور المهدوي ) نویسنده : عالم سبيط النيلي جلد : 1 صفحه : 344