نام کتاب : طور الاستخلاف ( الطور المهدوي ) نویسنده : عالم سبيط النيلي جلد : 1 صفحه : 323
وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ . ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ . فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ ) ( فصلت : 9 / 12 ) وقدّر فيها أقواتها في أربعة أيام سواءً للسائلين . ثم استوى إلى السماء وهي دخان فقال لها والأرض أتيا طوعاً أو كرهاً قالتا أتينا طائعين . فقضاهنّ سبع سماواتٍ وأوحى في كل سماءٍ أمرها . . " . قال تعالى خلق الأرض ( في ) يومين ولم يقل ليومين وَهوَ التعبير الذي يفيد ما نريد قوله من أن هذا زمان التكوّن لازمان فعل الخلق فهو مدة الاكتمال التطوري لخلق الأرض . وسبب استعمال ( في ) بدلاً من لام الغاية هوَ سبب شريف يتعلق بالمتكلم . لأنه لو قال ( ليومين ) يستلزم ذلك اكتمال الخلق بصورة محتومة فأرجو الانتباه إلى أني سأوضح هذا الأمر : أن المتكلم هو الله فلا يقيّد نفسه بقيد والظرف ( في ) يفيد احتواء اليومين على عملية الخلق وهذا هوَ المراد - إبراز مقدار المدة اللازمة للخلق في تعلقها بالمخلوق لا بالخالق . فهو إذن غير مرتبط بالغاية والهدف مثلما يقيده اللام . مثال ذلك : قول القائل : جعلت أو قدّرت لك نفقة في شهرين . المقصود أنها تكفيه شهرين . ولو قال ( لشهرين ) لكان المعنى أنها تكفيه شهرين وان غايته وهدفه هوَ أن تكون كذلك . يمكن للإنسان أن يتمنى ما شاء . أما الله فإنه يَعِد ويفي بوعده ولكنه لا يلزم نفسه بشيء في أصل الخلق . نعم قد يلزم أو يوجب على نفسه فيما هو متعلق بالخلق بعد تكوينه كالرحمة وسواها ، لأنه قال : ( إن يشأ يذهبكم ويأتي بخلق جديد ) - وأوضحنا في كتاب أصل الخلق أنه إذا فعلَ فيتوجب تغيير النظام الطبيعي ، بينما تغيير القوم في قوله تعالى " يستبدل قوماً غيركم " ، لا يوجب تغيير النظام الطبيعي .
323
نام کتاب : طور الاستخلاف ( الطور المهدوي ) نویسنده : عالم سبيط النيلي جلد : 1 صفحه : 323