نام کتاب : طور الاستخلاف ( الطور المهدوي ) نویسنده : عالم سبيط النيلي جلد : 1 صفحه : 319
نستطيع فقط من النظرة الأولى إلى النظام أن نقول أن يوم الصيحة هُوَ يوم الخروج ، لماذا ؟ لانّ لدينا اقتران بسيط في الطبقة السطحية الأولى يُحدد أن هذا اليوم هُوَ يوم الخروج : ( يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ بِالْحَقِّ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ ) ( ق : 42 ) . ولا يمكن الاعتماد على الترادف الاعتباطي الصُور المحدّد سلفاً في أذهاننا عن الأيام فنزعم أن يوم الصيحة هُوَ يوم البعث مثلاً ، أو يوم القيامة من خلال اعتقادنا أن كل هذهِ الأيام هي يوم واحد . أن مثل هذا التصوّر هُوَ الذي يُسبب الإرباك وضياع الحقيقة . . وبِسببهِ أصبَحَ القرآن كتاباً عادياً للغاية ما دام يسمّي الأشياء بأسماء مختلفة من غير ضابط واضح ومحدّد - وقد أشرت مراراً إلى أن غايات الاعتباط هيَ التوصل إلى مثل هذهِ النتائج المتناقضة . مثال : ما هي العلاقة بين اليومَين : وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجًا ) ( النمل : 83 ) و ( وَيَوْمَ يُحْشَرُ أَعْدَاءُ اللَّهِ إِلَى النَّار ) ( 19 / فصلت ) بإمكاننا هنا أن نحدّد من خلال النظام أن هذا يوم واحد ، انه نفس اليوم في الآيتين من خلال مركب آخر اشترك بين الآيتين ، هُوَ : " فَهمُ يُوزعون " . وذلك عدا أن ( النار ) مقترنة اقترانات مختلفة بخصائص يوم الحشر الجزئي على شكل ( أفواج ) ، بينما ( جهنم ) مقترنة بالحشر الجماعي العام ، وهي اقترانات متعددة تقوم بتأكيد النتائج دوماً أو تصحيح الأخطاء . وبالطبع فانّ ما نقصده بالنظام القرآني هُوَ من هذا القَبيل وهُوَ ينطوي على نُظم أخرى أدق وأكثر تفصيلاً لا يمكن التعبير عنها بأية لغة ، بيد أن التطبيقات والإشارات التي مرت والتي تأتي في هذا الكتاب وغيره تحاول إيضاح المقصود بالنظام القرآني - لذلك قلنا أننا نقوم بتأسيس المفاهيم الجديدة أو بحث المواضيع المختلفة وإيضاح النظام القرآني في آن واحد .
319
نام کتاب : طور الاستخلاف ( الطور المهدوي ) نویسنده : عالم سبيط النيلي جلد : 1 صفحه : 319