نام کتاب : طور الاستخلاف ( الطور المهدوي ) نویسنده : عالم سبيط النيلي جلد : 1 صفحه : 318
( قُلْ لِلَّذِينَ آَمَنُوا يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لَا يَرْجُونَ أَيَّامَ اللَّهِ لِيَجْزِيَ قَوْمًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ) ( الجاثية : 14 ) فإذا قال قائل أن أيام الله مِنها أيام ماضية عَليه أنْ يذكرّهم بها ويبقى يوم القيامة هُوَ اليومُ الوحيد المستقبلي الزمان ، عارضة الآية الثانية لأنه قال ( يرجون ) ولا يمكن رجاء الماضي بل يمكن فقط رجاء ما في المستقبل . وهذا بالطبع عدا الارتباطات اللفظية الأخرى وابتداء الآيتين بصيغة الأمر ( أَخرِجْ - قلْ ) - ووجود النور والظلمات المرتبط بالتغيّر الكوني المنشود والذي تتوضح لك معالمه بالتدريج . والنص القرآني صريحٌ من جهة أخرى هيَ أنه ذكر هذهِ الأيام المستقبلية بأسمائها مثل : يوم الحساب ، يوم الدين ، يوم القيامة ، يوم الفصل ، يوم الخروج يوم التغابن ، يوم البعث . . . كذلك ذكر الأيام وهي مرتبطة بصفات الأقوام أو خصائص ذاتية فيها أو أفعال معينة أو وقائع مثل : ( فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ ) ( الدخان : 10 ) يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ ) ( القارعة : 4 ) يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ بِالْحَقِّ . . . ) ( ق : 42 ) . وإذن فعندما نلاحظ الأسماء المذكورة للأيام - يوم الدين - يوم الحساب - ونأخذ بعين الاعتبار أن بعضها ربّما يكون يوماً واحداً بخصائص مختلفة أبرز القرآن كلاً منها بحسب الموضع والموضوع ويرجع بالتالي بعضُها إلى بعض وتنحصر بأيام معدودة حينما نفعل ذلك ونرغب بمعرفةِ أيام الله المذكورة إجمالاً في الآيتين - إبراهيم والجاثية فإنه يتوجب أن يكون المرجع في تحديدها هُوَ ( النظام القرآني ) . بمعنى أننا لا يمكن أن نقول أن ( يوم يسمعون الصيحة بالحق ) هُوَ يوم القيامة إذ قد يكون يوماً آخر من الأيام إجمالا .
318
نام کتاب : طور الاستخلاف ( الطور المهدوي ) نویسنده : عالم سبيط النيلي جلد : 1 صفحه : 318