نام کتاب : طور الاستخلاف ( الطور المهدوي ) نویسنده : عالم سبيط النيلي جلد : 1 صفحه : 292
( ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لِلَّذِينَ كَرِهُوا مَا نَزَّلَ اللَّهُ سَنُطِيعُكُمْ فِي بَعْضِ الْأَمْرِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِسْرَارَهُمْ ) ( محمد : 26 ) فإذا قلت أن الأمة أطلقوا لفظ ( الصاحب ) خلافاً لهذا المفهوم . قلنا : إننا ذكرنا مراراً أن للقرآن الكريم نظامه اللغوي الخاص وإنما نكتب هذه المؤلفات خلافاً لاعتباطية الاستعمال اللغوي واعتماداً على الدلالة القرآنية . أما السلف فقد أطلقوا اللفظ على المجموع أي على الذين ( اتبعوه ) وعلى الذين آذوه . فإن قلت فكيف استعمله النبي ( ص ) لهذا المعنى المخالف للدلالة القرآنية ؟ قلت : وأين استعمله مخالفاً للدلالة القرآنية ؟ بل العكس تماماً فقد استعمله مطابقاً للدلالة حينما أخرج البخاري في باب الحوض الحديث المشهور في ( الأصحاب ) بعشرة طرق هذا لفظ أحدها : قال ( ص ) " إنا فرطكم على الحوض من مرَّ عليَّ شرب ومن شرب لم يظمأ أبداً وليردن عليَّ ناس من أصحابي الحوض حتى إذا عرفتهم اختلجوا دوني فأقول : أصحابي ؟ فيقول : لا تدري ما أحدثوا بعدك فأقول : سحقاً سحقاً لمن غيرَّ بعدي " . مصادر الحديث : البخاري - باب الحوض . مسلم . في باب : ( وكنت عليهم شهيداً ) أحمد بن حنبل في مسنده / ج 1 ص 233 ، 235 - ج 5 / 333 - 400 و ج 2 / 300 - 408 و ج 3 / 28 - 281 - 354 و ج 6 297 - 317 التاج الجامع / ج 5 - 379 . فإن قلت قوله ( ص ) ( ناس من أصحابي أو زمرة من أصحابي ) يدل على أن الصحبة عامة فهؤلاء أقلية منهم لأن ( من ) تفيد التبعيض قلت : نعم هي كذلك لكنها تفيد التبعيض في ذلك الموقف عند الحوض فليسوا جميعاً يصلون إلى الحوض ويطردون منه إلى النار وإنما بعضهم يبلغ هذا الموضع وذلك أن ( الذائد ) عن الحوض يذودهم عنه وكأنما أفلت جماعة فرآهم النبي ( ص ) فاللفظ الآخر للنص يدل عليه لاحظ هذا اللفظ :
292
نام کتاب : طور الاستخلاف ( الطور المهدوي ) نویسنده : عالم سبيط النيلي جلد : 1 صفحه : 292