نام کتاب : طور الاستخلاف ( الطور المهدوي ) نویسنده : عالم سبيط النيلي جلد : 1 صفحه : 281
إذن فالتفاصيل التي يذكرها النبي ( ص ) لهم عن الوقائع المستقبلية تتضمن تحقيق الوعد الإلهي المنتظر وتطبق شريعته على الأرض كلها وتحقيق الخلافة الإلهية وهي أمور غيبية لذلك ارتبطت بالعبارة القرآنية " وما هو على الغيب بضنين " - فالذي يخبر به هو من مشاهدة حقيقية لأنه رأى النجم الموعود في الأفق المبين ، ولذلك أيضا قال " وما صاحبكم بمجنون " . وقد أشرنا باقتضاب في كتاب النظام القرآني إلى أن تهمة الجنون تختلف عن بقية الاتهامات الموجهة للنبي ( ص ) . فأن لكل اتهام قضية وسبب مختلف وان هذه التهمة إنما يطلقونها في حالة معينة هي إخبارهم بأنه سيستولي على الملكوت ويقيم دولة الحق ويفتح أبواب السماء ويملك مفاتيح الجنة والنار وانهم يبعثون أو ينشرون أو يخرجون فيكونوا من جملة ذلك الخلق . لنلاحظ مواضيع الاتهامات العديدة الموجهة للنبي ( ص ) فقد كانت الاتهامات هي : شاعر ، كاهن ، كذاب ، ساحر ، مجنون . وقد اتهم رسل ( ع ) سابقون ببعض تلكم الاتهامات : الشاعر : كانوا يطلقون هذه التهمة عليه ( ص ) حينما يطالبون بتفسير أو يريدون إعطاء تفسير للنص القرآني . لذلك ارتبطت لفظياً مع القرآن . ( بَلْ قَالُوا أَضْغَاثُ أَحْلَامٍ بَلِ افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ شَاعِرٌ فَلْيَأْتِنَا بِآَيَةٍ كَمَا أُرْسِلَ الْأَوَّلُونَ ) ( الأنبياء : 5 ) ( وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنْبَغِي لَهُ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْآَنٌ مُبِينٌ ) ( يس : 69 ) . الساحر : وكانوا يقولون هو ساحر إذا رأوا منه آية مادية ظاهرة مثل انفلاق القمر أو تكليم الجبل أو انشقاق الشجرة أو تكليم الجمادات أو ما
281
نام کتاب : طور الاستخلاف ( الطور المهدوي ) نویسنده : عالم سبيط النيلي جلد : 1 صفحه : 281