نام کتاب : طور الاستخلاف ( الطور المهدوي ) نویسنده : عالم سبيط النيلي جلد : 1 صفحه : 272
وقال مجاهد والحسن : أقبل بظلامه . وقال الطوسي : عسعس إذا أدبر . وقال الفيروز آبادي : عسعس أقبل أو أدبر . وقال البيضاوي : أقبل وأدبر لأنه من الأضداد . أقول : لا بد من الرجوع إلى ( عس ) لان اللفظ هو مكرر له . عس : طاف بالليل . وعَسّ خبرُه : أبطأ . وعست الناقة : رعت وحدها . والعسعاس : السراب . قال : وعسعس السحاب دنا من الأرض . أقول : إن ما يجمع هذه المعاني هو حركة عس . إذ تنطوي الحركة على ثقل مع تردد . فالسراب مثلا يتردد في الحرمة . ولذلك قالوا أبطأ . والثقل والتردد يظهر في السحاب الثقيل إذ يرتفع وينخفض بحسب قوة الرياح . إن الألفاظ المكررة هي ذات حركة ترددية دوما مثل : تعتع ، عتعت ، زحزح . . . الخ فهي تتصف بالتردد بين جهتين لذلك قالوا أدبر وأقبل وقال البعض أدبر وقال آخرون أقبل . هل تحدث حركة مثل هذه في الليل ؟ أبداً لم تحدث حركة كهذه في الليل فالليل يتحرك كما هو بهذا النظام المعهود وبالحركة الدورانية للأرض والتي هي حركة لطيفة لا يشعر بها أحد . إذن فهذا الليل الذي لا يقسم به الله ويظهر عظمته هو ليل مخصوص لا كل ليل . فقد ورد ذكر الليل في القرآن بنحو من ( 66 ) مرة .
272
نام کتاب : طور الاستخلاف ( الطور المهدوي ) نویسنده : عالم سبيط النيلي جلد : 1 صفحه : 272