نام کتاب : طور الاستخلاف ( الطور المهدوي ) نویسنده : عالم سبيط النيلي جلد : 1 صفحه : 238
الحالي فأن الشهر - كنسبة يصبح مقارباً للسنة الحالية أي بحدود عشرة أشهر . وإذن فالحساب لأبد أن يتغير ليكون بالشهور والأيام . إن إعطاء تصوّر محدد لذلك النظام هو في غاية الصعوبة لا لقلة المعطيات المذكورة في المرويات بل لقلة معلوماتنا الخاصة عن النظام الشمسي . أن التعبير عن هذا الحدث بمختلف التعابير إنما هو لأنه ظاهرة واحدة فأن حركة الأرض المحورية إذا انقلبت - وهي الآن اصطلاحاً عكس اتجاه عقارب الساعة - فطبيعة الحال سيستدير القمر والنجوم والشمس وكل ما نراه في السماء فيشرق من المغرب ويغيب في المشرق . إن هذا الأمر سيحقق وجود مشرق ومغرب جديد للأرض في فلك آخر - وسيكون في تاريخ الأرض مشرقين ومغربين أن اشهر النصوص بشأن استدارة الفلك والنجوم هو ما ذكره أمير المؤمنين علي ( ع ) في الخطبة في العبارة الشهيرة : " فإذا استدار الفلك قلتم مات أو هلك في أيّ واد سلك . . " [1] . وجاءت نفس العبارة تقريباً في نص آخر إذ سأل أبو الجارود الإمام الباقر عليه السلام عن المهدي الموعود ( ع ) فقال : " يا أبا الجارود إذا دار الفلك وقالوا مات أو هلك وبأي وادٍ سلك وقال الطالب له إنيّ يكون ذلك وقد بليت عظامه فعند ذلك فارتجوه " [2] ان النص يدل دلالة واضحة على قوة الهلع الذي يصاب به الناس جراء استدارة الفلك وتغير الأحوال بحيث أن المنتظر للظهور ( الطالب له ) يفقد يقينه ويرى أنه مات أو هلك أو بليت عظامه .