responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : طور الاستخلاف ( الطور المهدوي ) نویسنده : عالم سبيط النيلي    جلد : 1  صفحه : 161


" وحينئذ يبصرون ابن الإنسان آتياً في سحابة بقوة ومجد " لوقا / 21 - 35 - 37 .
إذن فإن الله تعالى يريد من الإنسان أن يصنع عالمه المنشود ولكنه لن يصل إليه إلا بشرط هو أن يكون السعي لهذا العالم وفق التوجيه الإلهي لا خارجاً عنه لآن الخروج عنه يعني الخروج عن قوانين الطبيعة والاجتماع التي شحنها الله بهذا الخلق .
إن النموذج الغربي الصناعي خارج عن الطرح الديني والفكري الإلهي فكيف إذن حصل هذا التطور ؟
هذا السؤال الوجيه قد يجاب عنه بذكر عوامل عديدة ولكن هذه العوامل مهما كثرت فإنها ترجع بالنهاية إلى علة أصلية واحدة وهي أن النموذج الغربي حاول بالفعل الحفاظ على حرية ( الأفراد ) ، التابعين لهذا النظام فقط مصادراً حرية أمم وشعوب أخرى .
فليس من شيء سوى الحرية له القدرة على فرز الناس وتمييزهم وليس مثل الحرية شيء يمكن المجتمع من إبراز الأفراد الصالحين والمجدين وكشف المزيفين وليس مثل الحرية شيء يمكن المجتمع من التطور والترقي فبالحرية وحدها يحصل التنافس الشريف بالفضائل ، وقد قام النموذج الغربي بحماية الحرية بأركانها المادية فقط دون الأركان الأخرى وقام بحمايتها داخل النموذج الاجتماعي دون بقية الشعوب والمجتمعات ، بل بنى حرية أفراد النموذج على مصادرة حرية بقية الشعوب وربط بينهما وبين استغلال دول العالم الأخرى ولذلك فهو يساند الطواغيت والحكومات الدكتاتورية خارج النموذج دوماً بل ويقف بوجه الشعوب الداعية إلى التحرر من تلك الحكومات .
والسبب في ذلك أن محاكاة الفكر الإلهي بتنظير بشري لا يؤدي إلى تكوين عقيدة صالحة في جميع أركانها حيث يظهر الانحراف عن الفكر الإلهي

161

نام کتاب : طور الاستخلاف ( الطور المهدوي ) نویسنده : عالم سبيط النيلي    جلد : 1  صفحه : 161
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست