نام کتاب : طور الاستخلاف ( الطور المهدوي ) نویسنده : عالم سبيط النيلي جلد : 1 صفحه : 159
ومثل هذا التمييز لا يحدث إلا بعد سلسلة من الفتن والمخاوف تنتهي بالعلامات الكونية المرعبة والتي من خلالها يظهر فشل جميع النظريات الموضوعة من قبل الإنسان . ذلك لأن الحل الشامل مرتبط بطبيعة الإنسان والكون فلو اجتمع الناس وقرروا - بفرض غريب - إقامة دولة عالمية يسودها الإخاء والتكامل على قواعد يضعونها بخلاف الشرع الإلهي وخارج حدود هذا الارتباط فإنهم يستحيل عليهم تحقيق ذلك استحالة تامة . والسبب في هذا الفشل هو أن التشريع الإلهي جزء من طبيعتهم وتكوينهم ومتناغم مع تكوين العالم وقوانينه في جميع جزئياته ، فإذا أرادوا الخروج عنه كان ذلك بمثابة الخروج عن طبيعتهم وطبيعة الأشياء فكأنهم يريدون تحقيق شيء يرفضون تحقيقه في عين الوقت ، فلذلك فإن أي طرح فكري غير الفكر الإلهي هو هدر للطاقات وتأخير لمسيرة هذا الكائن نحو الهدف المحتوم الذي خلق من أجله . لذلك أكدت النصوص القرآنية على الإسراع والتسابق . ( وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ ) ( آل عمران : 133 ) . ( سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آَمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ) ( الحديد : 21 ) . وسوف نلاحظ ارتباط إحدى هاتين الآيتين بجنة الطور المهدوي والتي توصل إلى الجنة الأبدية السماوية ولذلك أختلف وصف الجنة في الموردين مثلما اختلفت الأفعال : سارعوا ، سابقوا . وقد يقال : إن بعض الدول الصناعية المتطورة تمكنت من صنع نموذج اجتماعي يسود فيه العدل وينعم بالرفاه إلى حد ما وفق فكر بشري محض .
159
نام کتاب : طور الاستخلاف ( الطور المهدوي ) نویسنده : عالم سبيط النيلي جلد : 1 صفحه : 159