نام کتاب : طور الاستخلاف ( الطور المهدوي ) نویسنده : عالم سبيط النيلي جلد : 1 صفحه : 145
وضرب مثلاً على نسبية الحق والباطل حيث افترض وجود تمثال بلونيين أسود وأبيض كل لون من جهة . وتخاصم رجلان بشأن التمثال حيث أكد كل منهما اللون الذي يراه مواجهاً له . وخلص المؤلف من هذا المثل إلا أن للحقيقة وجهين أو أكثر بحسب الأشخاص ! والناتج أن كل منهما محق فيما يراه عن التمثال . إن صدور مثل هذا المثل من باحث اجتماعي هو مسخرة فعلاً . فإني أقول أن كل منهما على باطل وليس كل منهما على حق . ذلك لأن حقيقة التمثال أنه بلونين وهي حقيقة واحدة لا تتجزأ - وليست الحقيقة نفسها بوجهين متناقضين . كل منهما لو دار على التمثال دورة كاملة لوجد أنه بلونين وبالتالي فهو مخطئ حينما يقول أنه أسود أو أبيض ، وليس في الرجلين شخص محق لأن التمثال ليس أسود ولا أبيض ، حقيقته أنه ( أسود وأبيض ) . وهذا المثال قديم جداً ، أنه مثل سفسطائي على نسبية الحقيقة وقد حاول الماديون الإتيان بمثل هذه النسبية فعجزوا وإني أتحداهم أن يأتوا بمثل واحد من الطبيعة يصلح لهذه الفكرة اللا فكرة وقد حاول ماركس وانجلز القيام بأمثلة من هذا النوع فلما عجزوا قاموا بتزوير حقائق علمية مستغلين سذاجة البعض وعدم معرفتهم بالعلاقات الكمية والحجمية والأوزان فادعى ( انجلز ) أن الواحد مضافاً للواحد لا ينتج منه اثنين دوماً مثل إضافة متر مكعب الماء إلى متر مكعب تراب فالناتج لا يكون مترين مكعبين من الطين ! ! . ومعلوم أننا لو حسبنا الأوزان فإن وزن الماء مضافاً إلى وزن التراب ينتج منه مجموع الوزنين رغم أنف انجلز فالفارق الحجمي ضاع بسبب تداخل الماء وهو سائل في جزيئات التراب - لأن الحجوم هنا متغيرة ولو أخذ نفس الحجوم ( مكعب تراب + مكعب تراب ) أو ( مكعب ماء + مكعب ماء ) لكان الناتج مكعبين دوماً رغم أنفه .
145
نام کتاب : طور الاستخلاف ( الطور المهدوي ) نویسنده : عالم سبيط النيلي جلد : 1 صفحه : 145