نام کتاب : طور الاستخلاف ( الطور المهدوي ) نویسنده : عالم سبيط النيلي جلد : 1 صفحه : 142
لقد كان التآمر والمستمر إلى اليوم على القيادة المحددة سلفاً لحمل المعجز والوصول بالأمة إلى طور الاستخلاف هو العامل الوحيد في تخلف الأمة وتمزقها وتناحرها ومن ثم البطئ الشديد وطول المدة طولاً مخيفاً للوصول إلى هذا الطور المبارك . ولما كانت الأمة قد تآمرت على تلك القيادة ونحتها عن الحكم وشردتها وحاربتها بكافة الوسائل فإنه لم يبق هناك إلا احتمالين : أما أن يلغي الخالق فكرة الاستخلاف منفذاً التهديد المذكور في القرآن مراراً واستبدال هؤلاء ( بقوم آخرين ) أو ( بخلق جديد ) لا علاقة له بالبشر أو الحلم على الأمة أو الرأفة بها والتأني معها بالمد بعمر الخليفة الأخير منهم انتظاراً لأوبتهم وتوبتهم . ولكن المشكلة هي أن الأمة إذ تفيق من سباتها وتطالب بالإسلام كمنهج بديل للأنظمة الوضعية الفاسدة ، فإنها لا تدري في عين الوقت ما هي مسؤليتها ولا أقطاب قيادتها ولا غاياتها ! ؟ وأكثر الذين يرجعون إلى الإسلام كبديل إنما هم متفرقون بين المذاهب والمشارب غارقين في التهام قشور لا تسمن ولا تغني من جوع قشور تحمل اسم الدين ورسم القرآن ، ولكنهم خلوا من أي فكر عميق أو دين على التحقيق . والإمام المهدي ( ع ) هو أحد هؤلاء الخلفاء مد الله في عمره انتظاراً للأمة ورحمةً بها ، لوجود طائفة باقية على اعتقادها بطور الاستخلاف ، وثابتة على ولائها لقائدها ، وهو السبب الوحيد لتأجيل نزول العذاب الجماعي وفق القاعدة القرآنية الآنفة الذكر وهو ما يؤكده حديث الطائفة وحديث الأمان :
142
نام کتاب : طور الاستخلاف ( الطور المهدوي ) نویسنده : عالم سبيط النيلي جلد : 1 صفحه : 142