نام کتاب : طور الاستخلاف ( الطور المهدوي ) نویسنده : عالم سبيط النيلي جلد : 1 صفحه : 141
الوحيد الذي يمكن الإيمان به والاحتفاظ بفكرة الاستخلاف في الأرض المؤكد عليها في القرآن . إن مدة التطور للوصول إلى هذه المرحلة إنما هي دالة متغيرة تعتمد على خيارات الأمم وعلى مدى التزامها بهذا المنهج ، والخالق أجل وأحكم من أن يؤخر رحمته لوقت بعيد سلفاً ، ولذا كانت القيادة الدينية الحاملة للمعجز والقادرة على إخضاع الملتين اليهود والنصارى وإجبارهما على تنفيذ شرائع التوراة والإنجيل هي قيادة متوفرة دائماً وحسب السنن والنواميس الإلهية التي لا تتغير . وهنا يتوضح أكثر أن الذين قالوا بتفرق الخلفاء الإثنى عشر في العصور والدهور وحاولوا إن يكملوا العدد ، فخانتهم الصحائف المسودة لطغاة هذه الأمة ولم يتمكنوا من إضافة أحد إلى الأربعة الأوائل سوى ابن عبد العزيز هم من جملة المتآمرين والضالعين بالخيانة لهذه الأمة والسائرين في ركب التحريف الذي يقوده قادة التحريف من أهل الكتاب . ذلك لأن استلام سلسلة من الطغاة للحكم بالتناوب مع اثنا عشر خليفة هو بالضدّ من فكرة الاستخلاف ويخالف الحكمة الإلهية ، بل هو تصور لا يمكن أن يقول به إلا متآمر جاهل . . فإنه يكفي طاغية واحد من تدمير أمة كاملة وإعادتها إلى الوراء عدة قرون . وما السرد القرآني المستمر لأقطاب التحريف وللذين يشترون بآيات الله ثمناً قليلاً والذين يكتمون ما أنزل من البينات ( بعد ما بيناه للناس ) ، إلا تحذيرات وتنويهات لما يحدث في هذه الأمة . على أن التحريف والارتداد والتآمر من الجماعة المحيطة بالنبي ( ص ) هو الآخر مفصل في القرآن في العديد من السور كسورة التحريم وسورة محمد ( ص ) وسورة التوبة ، وسورة الحديد وآيات كثيرة من سور متفرقة .
141
نام کتاب : طور الاستخلاف ( الطور المهدوي ) نویسنده : عالم سبيط النيلي جلد : 1 صفحه : 141