responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : طور الاستخلاف ( الطور المهدوي ) نویسنده : عالم سبيط النيلي    جلد : 1  صفحه : 140


وهو بديل طبيعي ضمن قوانين حركة المجتمع ، إذ أن العقاب الجماعي لا يحدث إلا في حالة واحدة وهي عدم بقاء طائفة من المجتمع متمسكة بالمبادئ الإلهية وعند وجودها يكون الصراع ضرورياً للتميز والتمحيص وهو ما تشير إليه الآية :
( قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآَيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ ) ( الانعام : 65 ) فلآية الآنفة تجمع بين نوعي العقاب - الجماعي والصراع السياسي ، بنفس التسلسل المنطقي والتسلسل التاريخي .
فمن الناحية التاريخية ، حدث صنع نواة للاستخلاف في الأرض في الأمم السابقة ولكن أول نواة حقيقية هي ما بعد إبراهيم ( ع ) متمثلة في بني إسرائيل ونزول أول شريعة ذات أنظمة متكاملة وهي التوراة . ثم قفى بعيسى بن مريم مصدقاً لما بين يديه من التوراة وآتاه الإنجيل مصدقاً هو الآخر للتوراة [2] وذلك لإتمام عملية الاستخلاف ودفعها للأمام . ثم انزل القرآن مصدقاً لما بين يديه موضحاً للاختلاف ومظهراً لما كتبوه من الكتابين ، وعليه يكون التواصل بين الملل الثلاثة والتي هي في الحقيقة دين واحد هو دين التسليم لله أمر ضروري لتوحيدها في النهاية . وهو ما يحدث في الطور المهدوي ، المتضمن نزول المسيح ( ع ) .
ومن هنا نعرف أن الاستخلاف كهدف إِلهِي من الخلق قد أحيط من قبل الخالق عز وجل بعناية شديدة من خلال ختم النبوات بكتاب معجز لضمان استمرار المعجزة ، ووجود اثنا عشر خليفة هو عدد كاف لبناء حضارة أرضية مهدوية حاملين لهذا المعجز قادرين على استخدامه ، وهو التصور



[2] أنظر 46 المائدة في البحث السابق .

140

نام کتاب : طور الاستخلاف ( الطور المهدوي ) نویسنده : عالم سبيط النيلي    جلد : 1  صفحه : 140
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست