responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : طور الاستخلاف ( الطور المهدوي ) نویسنده : عالم سبيط النيلي    جلد : 1  صفحه : 138


الأمور لأعدائه الحقيقيين ، وكل ذلك كما اعتقد من مسلمات علم الاجتماع في هذا العصر .
الفكر الإلهي يختلف في هذه النقطة - كما هو شأنه تماماً - مع الفكر الوضعي ، لكنه يستخدم الحقيقة الاجتماعية الآنفة الذكر مؤمناً بها كأمر طبيعي وسلوك عادي للناس ، وفي عين الوقت يتخذ الإجراءات الكفيلة لمنع حصول آثارها المدمرة للمجتمع الإنساني .
إنه يحرك المجتمع ويقوم بالتغيير بطريقة معكوسة تماماً ! فعند الفكر الديني القيادة هي التي تصنع الثورة وتجمع الجماهير وليس العكس . ولهذا تكون القيادة ممثلة بالأنبياء والرسل والأولياء الأصفياء متواجدة قبل التغيير ، بل وقبل أن يفكر أحد بالتغيير ، بل يختار الخالق أوقاتاً للإنذار ونشر الأفكار هي القمة دوماً في الاستقرار السياسي والاقتصادي - فيخالف بذلك ما يحصل في الثورة الوضعية مخالفة تماماً . ولهذا فشل الماديون وأتباعهم في العالم الإسلامي والمستشرقون في إعطاء تفسير لحركة المجتمع وحصول التغيير عند بعثات الأنبياء ، وبالأخص الرسالة الخاتمة حيث خرجوا من كل تطبيلهم بالخيبة والخذلان ! .
لو بعث الله الأنبياء في أوقات التزعزع السياسي وأوقات الهياج العام ، لما صدقهم الناس ، بل لقالوا أن هذا النبي استغل فترة الهياج والتغيير وتسلم قيادة الجماهير ، وعدا ذلك فحتى لو نجحوا بهذه الطريقة ، وهم أجدر الناس بالنجاح فإن هذه الثورات والتغيرات ليست وفق مبادئ الأنبياء ( ع ) ولن تكون وفق مبادئهم ، والخالق يريد تصديق الناس للأنبياء من خلال المعجز الذي يؤيدهم به ، وأعظم المعجزات قاطبة هو حدوث التغيير الحاسم في غير وقته المتوقع ولا بالمدة المتوقعة ، وبالعدد الذي لا يأبه به أحد كماً ونوعاً .

138

نام کتاب : طور الاستخلاف ( الطور المهدوي ) نویسنده : عالم سبيط النيلي    جلد : 1  صفحه : 138
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست