نام کتاب : طور الاستخلاف ( الطور المهدوي ) نویسنده : عالم سبيط النيلي جلد : 1 صفحه : 137
وأنظمته الاجتماعية كافة وتترك تنظيم دستور للهيئةٍ القائمة بإدارة وتطبيق هذه الكمية المتكاملة للنظم والشاملة لجميع مناحي الحياة . . فمن زعم ذلك فهو أما محرف أو جاهل جهلاً لا علاج له . ولا يمكننا بحال الخوض في تفاصيل هذا الموضوع ، فإن المؤلف فيه هو كل تراث الأمة بغّثهِ وسمينه ، بل ويشترك فيه تفسير القرآن وإعرابه مشاركة فاعلة . ولكننا نعتقد أن كل إنسان قادر على معرفة الحقيقة بكل يسر وسهولة ، ولهذا لن يدخل النار أحد لا يستحق ذلك ، ولن يدخل الجنة أحد من أهل النار ، كما لا يوجد هناك فريق ثالث . . خاص بالجهلة . . لأنه لا يوجد في هذا الموضوع جهلة بالمعنى الحقيقي ( وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنْشُورًا . اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا ) ( الإسراء : 14 ) وهذا يدفعنا للبقاء قدر المستطاع في موضوعنا . . والاعتماد على القرآن وحده والثابت من المأثور لإبراز قضية بالغة الأهمية تجهلها أكثرية الأمة . إن التغيرات التي تحدث في المجتمعات تكون دائماً أداتها العامة من الناس أما قادتها فهم النخبة ، وحسب المصطلحات الحديثة الأداة هم الجماهير والقيادة هي الطبقة الواعية . والحقيقة أن الثورات هي التي تصنع قادتها . ولذلك فكثيراً ما يحدث أن تنحرف الثورات عن غاياتها الأصلية ، لأن هناك الكثيرون الذين يركبون الموجه ويقومون بتوجيه الدفة ، ولذا يحدث غالباً الصراع بين أقطاب القيادات في بداية كل ثورة أو تغيير وربما استمر فحرفها أو أطاح بها . انّ العامة أو الجمهور يسلكون سلوكاً لا عقلانياً عند الهياج وقيام الثورات ، ويتأثر الجمهور عاطفياً بعدة عوامل ، بحيث أنه أحياناً يسلم القيادة وزمام
137
نام کتاب : طور الاستخلاف ( الطور المهدوي ) نویسنده : عالم سبيط النيلي جلد : 1 صفحه : 137