نام کتاب : طور الاستخلاف ( الطور المهدوي ) نویسنده : عالم سبيط النيلي جلد : 1 صفحه : 136
والقارئ والمؤلف والكاتب كل هؤلاء ساهون فيه من الانحراف والتحريف . . حتى يصفهم أحد النصوص النبوية أنهم يصبحون من الجهل بحقيقة الدين حداً يرون فيه الحلال حراماً والحرام حلالاً ! ! 4 . أسبقية القيادة على التغيير . ذكرنا خاصيتين من خصائص الرسالة الخاتمة الأولى هما : استمرارها بسبب المعجز والثانية هي الهيمنة والتي هي من مميزات المعجز لكونه تفصيلاً للذي بين يديه من الكتاب ولكونه مصدقاً لما معهم ولكونه مهيمناً عليه بسبب احتوائه على ما اختلفوا فيه من جهة واحتوائه على تفصيل كل شيء بصورة مطلقة من جهة أخرى . . وبرهنا خلال ذلك على أن جمعه وقرآنه كان من الله لا من سواه . وأنه حفظه من التلاعب بحروفه ومواضع كلماته ومعانيه بما أودع فيه من ضبط وإحكام وعلاقات لفظية وعددية لا يحاط بمكنونها في نظام محكم . فإذا كانت الرسالة مستمرة ، والمعجز باقياً ، والشريعة هي نفس المعجز فلا يبقى لاستمرار الدعوة للتوحيد سوى القيادة ! وهو الأمر الوحيد الذي أمكنهم أولاً من تحريفه وبالتالي السيطرة على مقدرات الأمة ، ومن ثم الإجهاز على أسس الدين واحدة تلو الأخرى . وموضوع قيادة الأمة بعد الرسول الخاتم ( ص ) هو الموضوع الأول والأخير في الخلاف والتمزق والتشرذم ، وقد رأيت مسلمين بسطاء من مختلف المذاهب لديهم شعور فطري وغريزي بأهمية هذه القضية واعتبارهم لها السبب الأول أو العامل الأساسي في الاختلاف والتفرق . من غير المعقول طبعاً أن تكون الرسالة الخاتمة خالية تماماً من الإشارة لهذا الأمر البالغ الأهمية أو غير متضمنة لأحكام وتشريعات ونظم ترتب عملية الحكم بما أنزل الله ، إذ لا يمكن أن تتهم بالتفاصيل الدقيقة لحياة الفرد
136
نام کتاب : طور الاستخلاف ( الطور المهدوي ) نویسنده : عالم سبيط النيلي جلد : 1 صفحه : 136